مجتمع

المغرب امتلاء 6 سدود بـ %100 هل نودع أزمة المياه؟

بفضل الأمطار الغزيرة التي شهدها المغرب في الأسابيع الأخيرة، تحسنت نسبة ملء السدود بشكل ملحوظ. ووصلت نسبة الملء في بعض السدود إلى 100%.

إلى حدود 12 أبريل 2025، أظهرت بيانات وزارة التجهيز والماء أن نسبة ملء السدود بلغت 6.417 مليار متر مكعب، أي 38.28% من إجمالي الحقينة. بينما كانت النسبة في نفس اليوم من العام الماضي 32.80% (5.288 مليار متر مكعب).

ستة سدود سجلت نسبة ملء كاملة (100%)، أربعة منها في حوض اللكوس (وادي المخازن، الشريف الإدريسي، النخلة، شفشاون)، بالإضافة إلى سدي بوهودة (سبو) وعلي واد زا (ملوية).

وسجلت خمسة أحواض مائية نسبة امتلاء بين 50% و80%، وحوض واحد بين 30% و50%. أما الأحواض الثلاثة المتبقية، فظلت نسب الملء فيها أقل من 30%.

حوض اللكوس سجل أعلى نسبة ملء (61.99%)، يليه أبي رقرار (59.62%)، ثم تانسيفت (53.27%)، وسبو (52.43%)، وأخيرا زيز كير غريس (51.77%).

في المقابل، سجل حوض ملوية نسبة 41%، بينما لم تتجاوز نسبة الملء في حوض أم الربيع 10.50%. وسجل حوض درعة واد نون 29.30%، وحوض سوس ماسة 21.78%.

الموارد المائية في المغرب تحسنت بفضل الأمطار، لكن التحديات لا تزال قائمة.

الخبير في البيئة والتنمية المستدامة، أحمد الطلحي، أكد أن الأمطار الأخيرة مهمة لتلبية احتياجات مياه الشرب والسقي. لكنه أشار إلى أنها غير كافية، في انتظار المزيد من التساقطات.

وقال الطلحي إن كمية المياه في السدود (أكثر من 6 مليارات متر مكعب) تتجاوز قليلا الاحتياجات السنوية للمملكة (حوالي 5 مليارات متر مكعب). وأضاف أن هذه الكمية تكفي لسنة واحدة فقط، وهو ما يتطلب المزيد من الأمطار.

أزمة المياه في المغرب تتطلب حلولا مستدامة.

وأشار إلى أن أحواض سبو، اللكوس، أبي رقرار، وتانسيفت سجلت نسب ملء فاقت 50%. في المقابل، لا يزال حوض أم الربيع يعاني من وضع مقلق، حيث لم تتجاوز نسبة الملء فيه 10%.

وأكد الطلحي أن الأمطار الأخيرة مهمة لتغطية الفرشة المائية والآبار والعيون، التي تعد مصدرا هاما للمياه بالنسبة للأراضي البورية.

وأوضح أن هذه الأرقام انعكست إيجابيا على مياه الشرب، حيث تلبي الكمية الحالية الاحتياجات. وكانت الدولة تضطر في سنوات الجفاف إلى تقييد استعمال مياه الشرب وإعطاء الأولوية للقطاع الفلاحي.

السدود توفر حاليا نصف احتياجات القطاع الفلاحي من المياه (حوالي 4 مليارات متر مكعب). ويتم توفير الباقي من خلال استغلال مياه الفرشة المائية والعيون وبعض الأودية والسدود التلية والصغيرة.

السدود في المغرب تلعب دورا حيويا في توفير المياه.

ونبه الطلحي إلى أن الموسم الفلاحي الحالي لن يكون بتلك الأهمية المنتظرة، لأن الأمطار لم تسقط في وقتها المنتظم. لكنه توقع تحسنا ملحوظا في محصول الزراعات الربيعية والأشجار المثمرة، بالإضافة إلى قطاع الرعي.

وأشار إلى أن احتياجات المغرب من مياه السقي والشرب لا توفرها السدود فقط، بل يأتي جزء مهم منها من خلال مياه السقي الصغير والمتوسط، مما يزيد من استنزاف الفرشة المائية الوطنية.

وكان المجلس الأعلى للحسابات قد أثار تأخر وزارة التجهيز والماء في بناء مجموعة من السدود، ودعاها إلى تدارك هذا التأخر لتعزيز القدرة التخزينية للموارد السطحية.

وارتفعت السعة التخزينية الإجمالية للسدود من 18.7 مليار متر مكعب سنة 2020 إلى 20.7 مليار متر مكعب عند متم سنة 2023، بفضل تشغيل مجموعة من السدود.

ويهدف البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027 إلى بناء 21 سدًا كبيرًا، منها 12 قيد الإنجاز. وفي ما يخص السدود الصغيرة، تمت برمجة 330 سدًا في إطار البرنامج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى