
تواجه مدينة آيزنهيتنشتات الألمانية نزيفًا ديموغرافيًا حادًا، لذا أطلقت مبادرة فريدة لعكس هذا التوجه. تعرض المدينة، الواقعة بالقرب من الحدود البولندية، إقامة مجانية لمدة أسبوعين للعائلات، بهدف إقناعهم بالانتقال والاستقرار بها.
فقدت المدينة نصف سكانها منذ سقوط جدار برلين، وتقلص عدد سكانها إلى 25 ألف نسمة فقط. يعزى هذا التراجع إلى إفلاس الشركات الكبرى ونقص فرص العمل. سوق العقارات في المغرب يواجه تحديات مماثلة في بعض المناطق.
اختارت البلدية عائلتين ومنحتهما شققًا مفروشة مجانية لمدة أسبوعين. تشمل الإقامة جولات تعريفية بالمدينة وزيارات للشركات المحلية ولقاءات مع السكان. الهدف هو تغيير الصورة النمطية السلبية عن المدينة.
تؤكد جوليا باسان، المسؤولة عن الترويج للمدينة، أن آيزنهيتنشتات تتميز بمساحات خضراء واسعة ومرافق رياضية وثقافية، بالإضافة إلى فرص وظائف شاغرة. كما أشارت إلى أن البنية التحتية القوية، من مدارس وحضانات، تجعلها مكانًا مثاليًا للعائلات.
يأمل السكان في أن تجذب هذه المبادرة شبابًا جددًا وتساهم في سد النقص في اليد العاملة المؤهلة. يرى أندرياس (66 عامًا)، وهو من سكان المدينة، أن “الجيل الجديد يفضل برلين، لكن الحياة هنا جيدة”.
مدينة غوبن المجاورة نفذت تجربة مماثلة العام الماضي، وكانت النتائج مشجعة. انتقلت ثلاث عائلات جديدة إلى المدينة، بما في ذلك أنيكا، التي تقول: “الحياة هنا أهدأ وأقل ضغطًا، لا ازدحام ولا ارتفاع في أسعار الإيجارات، بل هواء نقي ووظائف متوفرة”.
هذا النجاح يلهم مدنًا ألمانية أخرى لتبني فكرة “الإقامة التجريبية” لمواجهة النزيف الديموغرافي واستعادة جاذبيتها. تأثير الهجرة على المدن قضية عالمية تتطلب حلولًا مبتكرة.