المؤثر الفيسبوكي الملقب ب”ماريو” غير المتأثر بمبادئ حقوق الإنسان، ينعت الممثل “باسو” بالأسود!!
بالرغم من الجهود التي يبذلها المغرب في درب ترسيخ ثقافة حقوق الإنسان ومكافحة التمييز العنصري، وقطعه أشواطا في هذا المسعى سواء على المستوى الأممي؛ بمصادقته على الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري بسبب العرق أو الجنس أو اللون أو النسب أو المعتقد… أو لأي سبب آخر، أو على مستوى التشريعات الوطنية دستوريا وقانونيا، والتي بموجبها تمكن من خلق عدة آليات حقوقية؛ كهيئة المناصفة ومكافحة كافة أشكال التمييز التي أوكل إليها صلاحية الحرص على احترام حقوق الإنسان المنصوص عليها في دستور 2011.
إلا أن بعض الممارسات الفكرية والتجاوزات الفيسبوكية ماتزال تنهل من أفكار بائدة تقوم على الترويج للميز العنصري والتحريض عليه بمعاداة الأشخاص بسبب لون البشرة، وهو ما انخرط فيه أحد “المؤثرين الفيسبوكيين” الذي يشتغل في الآن نفسه بإذاعة وطنية، متحاملا ضد الفنان المغربي الساخر “محمد باسو”، منتقدا -خارج آداب اللياقة والقانون- سلسلته الرمضانية “سي الكالة” التي طرحها عبر قناته الرسمية بموقع اليوتوب.
غير إن هذا المؤثر الفيسبوكي”فوق العادة” لم يمهل الكوميدي المغربي ليدلي برأيه في المحتوى المرئي المقدم، والذي يصنف ضمن الكوميديا السوداء المستندة إلى السخرية من الواقع السياسي والمعيش اليومي للمواطن، ليقوم بإسقاط رأيه وإنتقاده مع أولى الحلقات، ويسقط تصنيفه الوصفي للسلسلة على الكوميدي محمد باسو، ناعتا إياه ب”الأسود”، مما يعتبر تمييزا سافرا يحط من الكرامة الإنسانية لمواطن فنان مغربي له مكانة متميزة لدى مشاهديه الذين يعدون بالملايين، وهو ما فسره حقوقيون بأنه تحامل غير بريئ ضد الفنان محمد باسو، يتناقض مع القوانين والمواثيق الدولية والدستور المغربي الذي يجرم هكذا عنف لفظي غير مستساغ.
تجدر الإشارة إلى أن مواضيع سلسلة الفنان “محمد باسو” الفكاهية تتناول بقالب ساخر الفساد الإداري، وظاهرة استغلال النفوذ، والاتجار بالشواهد الجامعية، واحتكار المناصب بين المتنفذين… وهو ما أغفله المؤثر الفيسبوكي والإذاعي سالف الذكر، مما أسقطه في المحظور بتكريسه لمذهب التفوق القائم على التفرقة العنصرية ومعاداة شخص بسبب لون البشرة.