معية المغرب.. ماكرون يعلن عن استراتيجية جديدة لتعزيز الشراكات مع إفريقيا

في خطوة تعكس تحوّلًا استراتيجيًا في السياسة الخارجية الفرنسية، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الإثنين، عن تبني بلاده لرؤية جديدة تجاه القارة الإفريقية. وأكد أن هذه الرؤية تتجاوز الأساليب التقليدية السابقة وتركز على بناء شراكات مستدامة ومثمرة مع الدول الإفريقية.
ما الجديد في رؤية فرنسا تجاه إفريقيا؟
1. تجاوز المفاهيم التقليدية
يشير ماكرون إلى أن فرنسا تسعى للتخلي عن سياساتها التقليدية التي كانت تُنتقد لارتباطها بالإرث الاستعماري. وبدلًا من ذلك، تركز الرؤية الجديدة على احترام سيادة الدول الإفريقية والعمل كشريك متكافئ.
2. بناء شراكات مستدامة
تسعى فرنسا لتعزيز علاقاتها مع إفريقيا عبر شراكات طويلة الأمد في مجالات متعددة، تشمل:
- الاقتصاد: دعم المشاريع التنموية والاستثمار في البنى التحتية والتكنولوجيا.
- الأمن: التعاون في مواجهة التحديات الأمنية مثل الإرهاب والجريمة المنظمة.
- الثقافة والتعليم: دعم المبادرات الثقافية وتعزيز التبادل الأكاديمي بين الجامعات الفرنسية والإفريقية.
3. تغييرات في النهج السياسي
أشار ماكرون إلى أن فرنسا ستقلل من تدخلها المباشر في شؤون الدول الإفريقية. وستركز بدلاً من ذلك على تقديم الدعم للدول عبر المنظمات الإقليمية الإفريقية مثل الاتحاد الإفريقي.
دوافع التحول في السياسة الفرنسية
تزايد الانتقادات الدولية
تعرضت فرنسا لانتقادات واسعة، خاصة من الدول الإفريقية، بسبب سياسات اعتُبرت تدخّلية وتفتقر للتعاون المثمر.
تصاعد النفوذ الدولي في إفريقيا
- الصين وروسيا: عززت الدولتان وجودهما الاقتصادي والسياسي في إفريقيا، مما دفع فرنسا إلى إعادة تقييم استراتيجيتها.
- الولايات المتحدة: تعزز من تعاونها مع إفريقيا في مجال مكافحة الإرهاب والتغير المناخي.
ضغوط داخلية في فرنسا
تواجه الحكومة الفرنسية مطالب داخلية بإعادة صياغة سياساتها الخارجية بما يعكس مصالح وطنية طويلة الأمد.
أهداف فرنسا من الرؤية الجديدة
- تعزيز صورة فرنسا كحليف موثوق: استعادة الثقة الإفريقية في نوايا فرنسا.
- التعاون الاقتصادي المتبادل: تحقيق منافع مشتركة من خلال مشاريع التنمية.
- تعزيز الاستقرار الإقليمي: دعم الجهود الإفريقية لمواجهة النزاعات والتحديات الأمنية.
تحديات محتملة أمام هذه الرؤية
- إرث الماضي الاستعماري: قد يواجه التحول الجديد شكوكًا من بعض الدول الإفريقية التي تعاني من آثار الماضي الاستعماري.
- المنافسة الدولية: ستحتاج فرنسا لمواجهة النفوذ المتزايد للصين وروسيا في القارة.
- الانسجام الداخلي: ضمان تناغم السياسات الفرنسية مع توقعات الشركاء الأفارقة.
إعلان ماكرون عن رؤية جديدة تجاه إفريقيا يمثل نقطة تحول في العلاقات الفرنسية-الإفريقية. ويبقى التحدي الحقيقي في تنفيذ هذه الرؤية بطريقة تحقق الأهداف المنشودة وتضمن شراكة متكافئة مع القارة السمراء.
المصدر: le figaro