نزار بركة: استنزاف المياه الجوفية يهدد مستقبل المغرب المائي

حذر وزير التجهيز والماء نزار بركة من أن استمرار استنزاف المياه الجوفية في المغرب يهدد الاحتياطات المائية المستقبلية، مشيرًا إلى أن أزمة الجفاف قد تقلل حصة الفرد من الماء إلى أقل من 400 متر مكعب بحلول عام 2050.
وأوضح بركة أن التساقطات المطرية تراجعت بنسبة 75% خلال السنوات الست الماضية مقارنة بالمعدل الوطني، بينما لم يتجاوز مخزون المياه السطحية 9,500 كيلومتر مكعب.
وأكد أن ارتفاع درجات الحرارة أدى إلى فقدان المغرب حوالي 1.5 مليون متر مكعب من موارده المائية سنويًا، مع تجاوز عتبة 1.8 درجة مئوية في ارتفاع الحرارة، متخطيًا هدف اتفاق باريس الذي كان 1.5 درجة.
وحذر من أن الاستغلال المفرط للمياه الجوفية يهدد الاحتياطات المستقبلية، حيث بلغ استهلاكها ما بين 5 إلى 6 مليارات متر مكعب سنويًا، مما أدى إلى انخفاض منسوبها في بعض المناطق من 3 إلى 7 أمتار. وأشار إلى أن حصة الفرد من الماء قد تنخفض إلى 400 متر مكعب بحلول عام 2050 إذا استمرت الأزمة على نفس الوتيرة، مؤكدًا أن هذه الأرقام تبرر الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة الأزمة.
وأضاف أن المغرب يتوفر على 154 سدًا بقدرة استيعابية تصل إلى 20 مليار متر مكعب، لكن المخزون الفعلي لم يتجاوز 4.5 مليار متر مكعب حتى عام 2024، مما يعكس فجوة كبيرة في إدارة الموارد المائية.
وأكد بركة أن أزمة الجفاف تتفاقم بسبب التغير المناخي والاستغلال المفرط للموارد المائية، مما يتطلب حلولًا استباقية لضمان استدامة المياه للأجيال القادمة.