فضيحة بث خريطة المغرب المبتورة في إشهار لشركة مراهنات على قناة الرياضية

أثارت قناة “الرياضية” التابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة جدلاً واسعًا بعد بث وصلة إشهارية لشركة مراهنات روسية غير قانونية، “1XBET”، تضمنت خريطة المغرب بدون الصحراء، وذلك خلال افتتاح كأس أمم إفريقيا للسيدات 2024، يوم السبت بالرباط.
تسببت هذه الواقعة في موجة غضب شعبية ومطالبات بفتح تحقيق فوري لتحديد المسؤوليات ومعاقبة كل من سمح ببث محتوى يمس وحدة التراب الوطني. وتعتبر السلطات المغربية أن أنشطة شركة “1XBET” غير قانونية داخل المغرب.
ويُعد بث هذه الخريطة المبتورة انتهاكًا صارخًا لميثاق البث والإشهار، الذي يُلزم القنوات الوطنية بمراقبة دقيقة للمحتوى الدعائي قبل بثه، خاصةً فيما يتعلق بشركات غير مرخصة.
ردًا على الجدل، قامت القناة بحذف فيديو حفل الافتتاح من منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأعرب متابعون عن استيائهم، معتبرين أن المسؤولين “داسوا السيادة الوطنية مرتين”: أولاً بالسماح بإشهار شركة مراهنات غير قانونية، وثانيًا بالإساءة إلى خريطة الوطن ووحدته الترابية.
تكشف هذه الحادثة أيضًا عن مدى توسع نشاط شركة “1XBET” في المغرب بشكل غير قانوني، حيث أكد فوزي لقجع، الوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أن الشركة لا تستوفي شروط الترخيص المطلوبة، مثل المقر الاجتماعي والحساب المالي والرقم الضريبي.
وأضاف لقجع، خلال مناقشة مشروع قانون المالية لسنة 2025 بمجلس النواب، أن الشركة قدمت عروض رعاية لأندية مغربية وللجامعة الملكية لكرة القدم، لكنها قوبلت بالرفض الرسمي.
وشدد على أن قطاع الألعاب في المغرب منظم بقوانين صارمة، ويخضع للمراقبة الضريبية، عكس “1XBET” التي تعمل خارج القانون، مما يجعل نشاطها مشبوهًا ويستوجب مواجهته بحزم.
ويزداد خطر هذه الشركة بفضل نفوذها المتزايد، إذ تعد من أكبر الرعاة في الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف”، ما يفرض نقاشًا سياسيًا وتشريعيًا حول كيفية الحد من انتشار شركات المراهنات غير القانونية التي تهدد الأمن الرياضي على المستوى المحلي والإقليمي.