لقجع: مونديال 2030 فرصة وليست ترفًا.. وحكيمي رمز للانتماء

أكد فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أن المغرب مطالب باستثمار الإشعاع الدولي الذي بات يتمتع به لاعبو المنتخبات الوطنية، من أجل ترسيخ مكانته الكروية على الساحة العالمية وتعزيز حضوره في المحافل الدولية، مشدداً على أن الكرة المغربية لم تعد تكتفي بثقافة المشاركة، بل باتت تطمح بوضوح إلى التتويج بالألقاب واعتلاء منصات التتويج.
وخلال مداخلة له أمام لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، أشار لقجع، الذي يشغل أيضاً منصب الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، إلى أن المغرب يضم حالياً 25 منتخباً وطنياً، يجتمع أفرادها داخل مركب محمد السادس لكرة القدم في ظروف عالية الجودة، ما يعكس الرؤية الاستباقية للملك محمد السادس في النهوض بالبنية التحتية الرياضية.
وأضاف المسؤول ذاته أن الكرة المغربية بلغت مرحلة جديدة من النضج، قائلاً: “نحن اليوم لا نشارك فقط، بل نطمح للفوز. ففي كرة القدم داخل القاعة، على سبيل المثال، نُطالب بإحراز كأس العالم، وليس الاكتفاء بالحضور، وهذا يعكس تغيّراً ثقافياً جوهرياً، تقوده أطر مغربية تمثل أكثر من 95% من الكوادر التقنية والإدارية”.
لقجع شدد أيضاً على أهمية استثمار النجاحات الفردية للاعبين المغاربة المحترفين في الخارج، مشيراً إلى حالة النجم الدولي أشرف حكيمي، الذي يخوض نهائي كأس العالم للأندية، وهو مرشح بارز للفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم. واعتبر أن هذه النجاحات تمثل فرصة لإشعاع صورة المغرب ونقل رسائل إيجابية إلى العالم، مشيداً بروح الانتماء التي يُظهرها اللاعبون والجماهير المغربية على حد سواء.
وفي سياق التحضير لاحتضان المملكة لعدد من التظاهرات الكبرى، وعلى رأسها كأس العالم 2030 إلى جانب البرتغال وإسبانيا، قال لقجع إن هذا الحدث يجب أن يُفهم من منظور استراتيجي أشمل، مؤكداً: “الحديث عن تنظيم كأس العالم لا يجب أن يُختزل في كرة القدم فقط، بل في الرهانات الكبرى المرتبطة بالبنية التحتية والسياحة والاقتصاد، فبلوغ 30 مليون سائح سنوياً يتطلب رفع الطاقة الاستيعابية لمطارات المدن الكبرى، وهذا تحدٍّ ملزم سواء استضفنا المونديال أم لا”.
واستعرض رئيس جامعة الكرة أيضاً مظاهر الفخر والانتماء التي عبّرت عنها الجماهير المغربية خلال مشاركتها في دورة الألعاب الأولمبية “باريس 2024″، مشيراً إلى الأثر الكبير الذي خلّفه عزف النشيد الوطني داخل الملاعب، وتأثيره الإيجابي في مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). كما نوه بالروح الوطنية للاعبين، مذكراً بتضحية حكيمي بخوض مباريات ودية مع المنتخب قبل سفره إلى الولايات المتحدة، رغم المخاطر البدنية.
وتأتي هذه التصريحات في إطار استعدادات المغرب لاحتضان عدد من المنافسات القارية والدولية، من بينها نهائي كأس أمم إفريقيا بين 21 دجنبر 2025 و18 يناير 2026، والتحضيرات المتسارعة لاحتضان مونديال 2030، الذي يُرتقب أن يشكّل نقطة تحول كبرى في تاريخ الرياضة المغربية وتثبيت مكانتها على الخارطة الكروية العالمية.