دعوات لمغادرة لبنان وسط تصاعد التوترات الإقليمية بعد اغتيال هنية
دعت العديد من الدول رعاياها إلى مغادرة لبنان يوم الأحد، تزامنًا مع تصاعد المخاوف من تفاقم الوضع العسكري بين إيران وحلفائها من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران.
من بين الدول التي دعت رعاياها لمغادرة لبنان فورًا، كانت السويد والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والأردن والمملكة العربية السعودية. كما علّقت شركات الطيران رحلاتها إلى بيروت. وأعلنت السفارة البريطانية عن سحب عائلات دبلوماسييها من العاصمة اللبنانية بشكل مؤقت، بينما التقى وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، في طهران مع القائم بأعمال وزارة الخارجية الإيرانية والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان. بدورها، دعت باريس الرعايا الفرنسيين المقيمين في إيران إلى مغادرة البلاد بشكل مؤقت.
في الأثناء، عقد وزراء خارجية مجموعة السبع اجتماعًا عبر الفيديو لبحث الوضع في الشرق الأوسط، معربين عن “قلق شديد” إزاء التصعيد المحتمل، وفقًا لما أعلنه وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني. دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والعاهل الأردني عبد الله الثاني إلى تجنب التصعيد العسكري في المنطقة “بأي ثمن”.
من جانبها، شددت إسرائيل على تعزيز استعداداتها الدفاعية، حيث صرح وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، بضرورة “رفع مستوى التأهب والجاهزية الدفاعية”، مؤكدًا “جاهزيتنا للرد السريع أو الهجوم”.
في سياق متصل، عززت الولايات المتحدة من وجودها العسكري في المنطقة، حيث نشرت مزيدًا من السفن الحربية والطائرات المقاتلة لحماية قواتها وحليفتها إسرائيل. وأكد جون فاينر، نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي، لشبكة “إيه بي سي” الإخبارية أن الولايات المتحدة تبذل كل الجهود لتجنب تدهور الوضع.
يُذكر أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحركة حماس وحزب الله قد اتهموا إسرائيل باغتيال هنية، وذلك بعد ساعات من ضربة إسرائيلية أسفرت عن مقتل شكر في ضاحية بيروت الجنوبية. ومنذ 8 أكتوبر 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، وعلى رأسها حزب الله، مع الجيش الإسرائيلي قصفًا يوميًا عبر “الخط الأزرق” الفاصل، مما أسفر عن مئات القتلى والجرحى، معظمهم من الجانب اللبناني.