رسالة من الأمين العام للأمم المتحدة لكل من المغرب والجزائر
أكد أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، عن أسفه لعدم إحراز أي تقدم ملموس في تحسين العلاقات بين الجزائر والمغرب، مشجعًا الطرفين على استعادة الحوار وإعادة بناء العلاقات الثنائية. كما دعا إلى بذل جهود أكبر للتعاون الإقليمي من أجل توفير بيئة ملائمة للسلام والأمن، مشيرًا إلى الدور الحيوي للدول المجاورة في حل نزاع الصحراء المفتعل.
وأوصى غوتيريش في تقريره الذي قُدم في 1 أكتوبر الجاري، بتمديد ولاية بعثة “مينورسو” لعام آخر حتى 31 أكتوبر 2025. وشدد على أن البعثة تمثل التزامًا من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لإيجاد حل سياسي دائم وعادل لهذا النزاع، معتبرًا أن “مينورسو” تواصل أداء مهمتها رغم التحديات الكبيرة.
وأعرب غوتيريش عن قلقه العميق إزاء التوتر المتزايد في الصحراء، معتبرًا أن استمرار الوضع الراهن وتكرار الحوادث غير المسبوقة يثير المخاوف، مما يتطلب إجراء تصحيح فوري لتفادي التصعيد. كما جدد دعوته إلى جميع الأطراف المعنية بالعمل بشكل عاجل لتغيير الوضع تحت رعاية الأمم المتحدة ودعم المجتمع الدولي.
وأشار غوتيريش إلى أن غياب وقف شامل لإطلاق النار، وخاصة من جانب جبهة البوليساريو، يعتبر عائقًا رئيسيًا أمام الوصول إلى حل سياسي، مؤكدًا أن استمرار الأعمال العدائية يهدد استقرار المنطقة. وأضاف أن “مينورسو” لم ترصد تصعيدًا مؤخرًا، لكنه دعا إلى وقف الأعمال العدائية بشكل كامل وإعادة العمل بوقف إطلاق النار.
ومع اقتراب الذكرى الخمسين للنزاع، أكد غوتيريش على أهمية التوصل إلى حل سياسي يستند إلى قرارات مجلس الأمن السابقة. كما دعا جميع الأطراف المعنية إلى التحلي بحسن النية والانفتاح للتفاوض دون شروط مسبقة، موضحًا أن الأمم المتحدة على استعداد لدعم الحوار لتعزيز الحل السلمي.
ورحب غوتيريش بالجهود التي تبذلها “مينورسو” لتوسيع عملياتها التشغيلية، مشيرًا إلى تحسن قدراتها في تنفيذ الدوريات الأرضية واستئناف رحلات الاستطلاع الجوية بالطائرات المروحية. وأعرب عن امتنانه للمغرب والأطراف الأخرى على تعاونهم المستمر في هذا السياق.
كما أعرب عن قلقه بشأن الوضع الإنساني في مخيمات تندوف، مشيرًا إلى تأثير ارتفاع أسعار الغذاء والظروف البيئية القاسية، مما يفاقم معاناة سكان المخيمات من سوء التغذية والجوع.
