سياسةمجتمع

بوزوبع: تصعيد صيادلة المغرب وارد بسبب سياسات تهدد مستقبل المهنة

تلوح في الأفق بوادر تصعيد نقابي من طرف صيادلة المغرب، حيث تستعد كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب لتنظيم وقفة احتجاجية وطنية كبرى، مع التلويح بأشكال تصعيدية أخرى. يأتي هذا التحرك احتجاجًا على ما يعتبرونه “تجاهلاً متواصلاً” من وزارة الصحة والحماية الاجتماعية لمطالبهم، مما يهدد استقرار الصيدليات والأمن الدوائي الوطني.

وفي هذا السياق، صرح الكاتب العام للكونفدرالية، أمين بوزوبع، بأن خيار التصعيد أصبح “طبيعياً” بسبب “التجاهل المستمر” من الوزارة لملف القطاع، رغم التوافقات السابقة. وأشار إلى أن الوزير الحالي “يتجاهل أي مقاربة تشاركية” ويسعى لتنزيل مراسيم وزارية “تهدد مستقبل الصيدليات” دون استشارة المهنيين.

وأوضح بوزوبع أن عدم دعوة الكونفدرالية للحوار، رغم الوقفة الاحتجاجية التي نظمت أمام مقر الوزارة يوم 9 شتنبر، يثير تساؤلات حول أهداف الوزارة في ظل “الفوضى والاحتقان الاجتماعي” الذي يعيشه القطاع الصحي. كما كشف عن وجود اختلالات بنيوية، حيث لم يشهد القطاع انتخابات للهيئة منذ ثمان سنوات “بتزكية من وزارة الصحة والحماية الاجتماعية”. وأضاف أن “الأزمة الاقتصادية تهدد حوالي أربعة آلاف صيدلية بالإفلاس”، مما يدل على أن الوزارة لا تولي هذا القطاع الأهمية اللازمة.

وعلى المستوى الخدماتي، أكد بوزوبع أن “انقطاع الأدوية خلال السنوات الأخيرة” يهدد الأمن الدوائي الوطني. أما مهنياً، فأشار إلى أن العديد من الصيادلة ما زالوا يتابعون أمام المحاكم بموجب قانون يعود إلى سنة 1922، مما يجعلهم يعملون في ظروف غير آمنة. هذه المعطيات دفعت الكونفدرالية إلى الإعداد لوقفة احتجاجية كبرى، تهدف إلى “إيصال صوت الصيدلي ومعاناته، وفتح حوار مسؤول يفضي إلى حلول حقيقية تضمن إصلاح القطاع”.

وفي بلاغ لها، أكدت نقابات صيادلة المغرب على الاستمرار في حمل الشارة السوداء، و”نهج التصعيد كخيار استراتيجي” إلى حين استجابة الوزارة لمطالبهم، وعلى رأسها إشراك المهنيين في القرارات التي تمس مستقبل المهنة. كما دعت رئيس الحكومة إلى التدخل العاجل لإيقاف “سياسة الإقصاء والتجاهل” التي تنهجها وزارة الصحة.

وأكدت الكونفدرالية أن “تهميش الصيدلي وتجاهل الإصلاحات المطلوبة لن يزيد إلا من حدة التوتر وإرباك المنظومة الدوائية”. ودعت جميع الصيادلة إلى “رص الصفوف وتوحيد الكلمة” والانخراط في جميع الأشكال النضالية المقبلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى