العربي بابامار في ذمة الله: الرجل الذي أبحر من الصويرة إلى أمريكا بقارب صيد
انتقل إلى رحمة الله تعالى اليوم العربي بابامار، البحار المغامر الذي اشتهر برحلته الأسطورية عبر المحيط الأطلسي بقارب صيد تقليدي، من ميناء الصويرة نحو أمريكا. تُعد قصة العربي بابامار، الملقب بـ”صاحب الامتداد الأزرق”، واحدة من أبرز قصص الشجاعة والإصرار في تاريخ المغرب الحديث.
وُلد العربي بابامار عام 1950 في قرية الديابات القريبة من مدينة الصويرة. غادر مقاعد الدراسة في سن مبكرة واتجه إلى العمل في ميناء الصويرة، حيث بدأ حياته العملية بغسل قوارب الصيادين قبل أن يصبح بحارًا محترفًا. عُرف العربي بشغفه الكبير بالبحر وقدرته على مواجهة تحدياته، مما جعله يقدم على مغامرة غير مسبوقة غيّرت حياته.
وفي 24 أغسطس 1989، انطلق العربي بابامار برفقة صديقه محمد فوزي في رحلة بحرية خطيرة بقارب صيد تقليدي، بهدف الوصول إلى الولايات المتحدة الأمريكية. ومع ذلك، قادتهما التيارات البحرية إلى غويانا الفرنسية في أمريكا الجنوبية بعد ثلاثة أشهر من التيه في المحيط الأطلسي.
وخلال الرحلة، واجه الثنائي عواصف هوجاء ونفاد المؤن، واضطرا إلى الاعتماد على صيد الأسماك لتأمين غذائهما. وبفضل إصرارهما وشجاعتهما، نجحا في الوصول إلى اليابسة، حيث استقبلهما السكان المحليون بدهشة وإعجاب.
وأصبحت قصة العربي بابامار مصدر إلهام للكثيرين، حيث جسدت روح التحدي والإصرار على تحقيق الأحلام رغم الصعوبات. وقد دون الكاتب المغربي حسن الرموتي تفاصيل هذه الرحلة في كتاب بعنوان “الامتداد الأزرق”، ليخلد قصة بحار مغربي تحدى المستحيل.