بعد سنوات من الجفاف.. هل تكون الأمطار بداية الانتعاش الاقتصادي؟

شهدت الأراضي المغربية في الأيام الأخيرة تساقطات مطرية غزيرة أعادت الأمل للفلاحين وأنعشت التربة المتعطشة، ملأت السدود التي كانت مهددة بالجفاف. هذه الأمطار تأتي في وقت تواجه فيه البلاد تحديات اقتصادية كبيرة، مثل ارتفاع معدلات التضخم والبطالة، مما زاد من حدة الاحتقان الاجتماعي.
وبحسب المندوبية السامية للتخطيط، ارتفعت معدلات البطالة إلى 13.3% في 2024 مقارنة بـ13% في العام السابق، مع زيادة عدد العاطلين إلى مليون و638 ألف شخص. وقد زاد هذا الوضع من الضغوط على الأسر المغربية التي تكبدت ارتفاع الأسعار نتيجة الجفاف المستمر.
وفي هذا السياق، أكد المحلل الاقتصادي محمد جدري أن هذه الأمطار ستسهم بشكل إيجابي في تحسين القطاع الفلاحي من خلال ملء السدود بنسبة كبيرة، مما يعزز من الموارد المائية ويخفف من آثار الجفاف. وأشار إلى أن حجم المياه في السدود زاد بنحو 220 مليون متر مكعب بين فاتح و10 مارس، ما يعادل احتياج الدار البيضاء السنوي للمياه.
وأضاف جدري أن الأمطار ستنعش التربة والفرشة المائية، ما سيعزز إنتاج المحاصيل الزراعية ويسهم في تحسين الثروة الحيوانية من خلال توفير الأعلاف الطبيعية لمربي الماشية. وتوقع زيادة الطلب على اليد العاملة في القطاع الفلاحي، مما قد يقلل من معدلات البطالة في المناطق الريفية.
وعلى الرغم من أن انخفاض الأسعار قد لا يحدث في المدى القريب، فإن استمرار الأمطار قد يساهم في نمو اقتصادي يصل إلى 4% كما هو متوقع في قانون المالية.