المغرب يعزز دفاعاته..بــ دبابات وغواصات كورية متطورة

في خطوة استراتيجية، يسعى المغرب لتعزيز قدراته الدفاعية عبر تنويع مصادر تسلحه. زيارة وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، إلى كوريا الجنوبية كشفت عن اهتمام الرباط بالأسلحة الكورية المتطورة. الأسلحة الكورية تتصدرها دبابة K2، والغواصة KSS-III، ومنظومة الدفاع الجوي “تشونغونغ”.
هذه الخطوة تأتي في ظل تطور العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وتمهد لشراكة استراتيجية جديدة في شمال إفريقيا.
زيارة مزور إلى سيول لم تكن بروتوكولية. التقى بوزير التجارة والصناعة والطاقة الكوري، كيم هي-سانغ، ومنسق الدبلوماسية الاقتصادية، أن دوك-غيون. ناقش الطرفان إطلاق مفاوضات بشأن اتفاق شراكة اقتصادية وتأسيس إطار تعاون “TIPF”.
الوفد المغربي استغل هذه الدينامية لطرح ملف الدفاع. يعكس هذا الطموح المغربي لتنويع مصادر تسليحه وتقوية قدراته الاستراتيجية.
العلاقات بين الرباط وسيول شهدت طفرة نوعية. خاصة بعد صفقة المكتب الوطني للسكك الحديدية مع شركة “هيونداي روتيم” بقيمة 1.5 مليار يورو. تنتج “هيونداي روتيم” دبابة “K2 Black Panther”. يشير هذا إلى إمكانية توسيع التعاون ليشمل المجال العسكري.
الدافع وراء اهتمام المغرب بالسلاح الكوري هو موازنة الكفة في مواجهة التسلح الجزائري. التسلح الجزائري المتسارع يقلق الرباط. الجزائر خصصت 13 مليار دولار لميزانية الدفاع عام 2023.
يواجه المغرب تحديات في تأمين احتياجاته من الحلفاء التقليديين. تغير أولويات الولايات المتحدة وفرنسا بسبب الحرب في أوكرانيا. كوريا الجنوبية تبرز كبديل مثالي. فهي حليف للغرب، غير عضو في الناتو، وتقدم معدات مطابقة للمعايير الغربية بجودة عالية.
“دبابة K2” من أكثر الدبابات تطورا في العالم. تصميمها يلائم البيئات الصحراوية. يمنحها تفوقًا على دبابات T-90 الروسية التي تملكها الجزائر.
“غواصة KSS-III” تمثل نقلة نوعية في التفكير العسكري المغربي. يسعى المغرب لامتلاك قدرات غواصات متطورة لمراقبة مضيق جبل طارق وجزر الكناري. الغواصة مزودة بصواريخ كروز ومنظومة دفع مستقلة عن الهواء. يمكنها تنفيذ مهام طويلة الأمد تحت الماء.
المغرب يسعى لسد ثغرة في قدراته الدفاعية المتوسطة المدى. الدفاع الجوي المغربي الحالي يترك فراغا بين المنظومات القصيرة والبعيدة المدى. “تشونغونغ” تستطيع التعامل مع الطائرات والصواريخ والطائرات المسيرة. توفر تغطية تصل إلى أكثر من 40 كيلومترا. النسخة المتطورة “تشونغونغ-2” خيار جذاب لتعزيز شبكة الدفاع الجوي المغربي.
تجربة المغرب السابقة مع “هيونداي روتيم” في قطاع النقل تمنحه نقطة انطلاق قوية لتوسيع التعاون نحو قطاع الدفاع. خاصة إذا تم التوصل إلى اتفاقيات تصنيع مشترك أو مراكز بحث وتطوير.