مجتمع

الصويرة: ريادة تعليمية مستحقة وثمار لجهود جماعية

ايمان الزعيم

في إنجاز تربوي لافت، وللمرة الرابعة على التوالي إحتل إقليم الصويرة المرتبة الأولى على صعيد جهة مراكش آسفي في نتائج الدورة العادية للامتحان الوطني الموحد لنيل شهادة البكالوريا 2025، بنسبة نجاح بلغت 86,75%، متقدماً على باقي أقاليم الجهة، ومؤكداً على دينامية تعليمية آخذة في الترسخ رغم الإكراهات المعروفة على مستوى البنيات التحتية والامتداد الجغرافي.

هذا التتويج لم يكن وليد الصدفة، بل جاء ثمرة مجهودات متواصلة بذلتها الأطر التربوية والإدارية بالإقليم، بدعم من السلطات الإقليمية وعلى رأسها عامل الإقليم، الذي جعل من النهوض بقطاع التعليم إحدى أولويات التدخل العمومي المحلي، سواء عبر برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أو من خلال تحسين ظروف التمدرس في العالم القروي.

وقد لعبت التعبئة الجماعية دوراً محورياً في بلوغ هذه النتيجة المشرفة، حيث شهدت مختلف المؤسسات التعليمية تعبئة شاملة لإنجاح الموسم الدراسي، سواء من خلال دروس الدعم التربوي، أو التتبع الفردي للتلاميذ، أو ضمان ظروف ملائمة لإجراء الامتحانات. كما ساهم الانفتاح على المحيط الجمعوي المحلي في تعزيز القيم التحفيزية في صفوف المترشحين.

وتبعث هذه النتيجة برسائل قوية على أن الإقليم، الذي ظل لعقود يعاني من تمثلات التهميش، قادر على تصدّر المؤشرات الإيجابية إذا ما توفرت له الإرادة الجادة، والتدبير الفعّال، والاستثمار في الرأسمال البشري.

إن تصدّر الصويرة لنتائج الباكالوريا جهوياً لا ينبغي أن يُختزل في رقم فقط، بل هو عنوان لمسار إصلاحي ينبغي دعمه واستثماره، ليس فقط بتوسيع خارطة المؤسسات التعليمية، بل بتثمين مواردها البشرية، وتعزيز العرض الجامعي والتكويني، حتى لا يبقى التميز محطة عابرة، بل قاعدة دائمة لإقلاع تنموي حقيقي وشامل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى