تغير المناخ يرفع أسعار الغذاء: موجات الحر تهدد الأسواق العالمية
تشهد أسعار المواد الغذائية ارتفاعًا عالميًا بسبب تغير المناخ وموجات الحر المتطرفة. في فيتنام، قفزت أسعار قهوة الروبوستا بنسبة 100% بين يناير ويوليوز 2024 بعد موجة حرّ شديدة. هذا يعكس ارتباطًا وثيقًا بين الأسعار وتقلبات الطقس.
لم يعد تأثير تغير المناخ مقتصرًا على ارتفاع الحرارة، بل يهدد الأمن الغذائي العالمي. تواجه الزراعة صعوبات متزايدة في الحفاظ على إنتاجية المحاصيل بسبب الحرارة والأمطار والآفات. وتتوقع دراسة لمنظمة “كريستيان إيد” تراجع إنتاج محاصيل استراتيجية مثل الموز في الهند والبرازيل.
أظهرت دراسة أخرى أن الظروف الجوية المتطرفة تسببت في قفزات سعرية قياسية بين 2022 و2024 للعديد من السلع، مثل البطاطس في المملكة المتحدة والبصل في الهند والقهوة في البرازيل.
ارتفاع أسعار الغذاء يؤدي إلى مشاكل اجتماعية واقتصادية، خاصة في المجتمعات ذات الدخل المنخفض. يصبح الغذاء الصحي بعيد المنال، مما يدفع الناس لاستهلاك أطعمة أقل جودة ويساهم في سوء التغذية وانتشار الأمراض. هذا يغذي التضخم وقد يؤدي إلى اضطرابات سياسية.
نماذج من الواقع:
- الملفوف في كوريا الجنوبية: ارتفعت الأسعار بنسبة 70% بسبب موجة حارة.
- البطاطس في المملكة المتحدة: قفزت الأسعار بحوالي 22% بعد أمطار غزيرة.
- زيت الزيتون في أوروبا: ارتفع السعر بحوالي 50% بسبب الجفاف.
- الفواكه والخضراوات في المكسيك: أدى الجفاف إلى ارتفاع حاد في الأسعار.
- الأرز في اليابان: قفزت الأسعار بحوالي 48% بعد موجة حر.
- الكاكاو: ارتفعت الأسعار بنسبة 280% بسبب موجة حر في غانا وساحل العاج.
- البصل في الهند: ارتفعت الأسعار بنسبة 89% بسبب موجة حر.
- القهوة: ارتفعت الأسعار بنسبة 55% بعد جفاف في البرازيل.
يحذر الباحث ماكسيميليان كوتز من أن هذه التحديات ستزداد حدة إذا لم يتم تحقيق هدف صافي انبعاثات صفري. ويضيف أن الأزمة تؤثر أيضًا على السياسات النقدية، حيث يُجبر التضخم البنوك المركزية على اتخاذ قرارات صعبة، خاصة في الاقتصادات الناشئة.
إذا استمر النظام الغذائي العالمي في استجابته الحالية لتقلبات المناخ، فإن أسعار المواد الغذائية الأساسية ستشهد ارتفاعات أكثر حدة وأقل قابلية للتنبؤ، مما يجعل التكيف مع التغير المناخي ضرورة ملحة.
