حقن “بوتوكس” ملوثة تصيب عشرات النساء بمرض نادر

أثارت موجة من الإصابات المفاجئة بمرض نادر يُعرف باسم التسمم الوشيقي (البوتوليزم) في بريطانيا حالة من القلق والجدل، بعد أن تبين أن مصدرها يعود إلى حقن تجميلية غير مرخصة يُعتقد أنها تحتوي على مادة “البوتوكس” أو مشتقاتها. وأعلنت الوكالة البريطانية للأمن الصحي تسجيل 38 حالة مؤكدة حتى الآن، معظمها لنساء خضعن لجلسات تجميل بهدف شد الوجه أو إزالة التجاعيد باستخدام منتجات غير قانونية ومجهولة المصدر.
القضية برزت إلى السطح مع حالة نيكولا فيرلي، وهي سيدة بريطانية فازت بجلسة تجميل مجانية عبر مسابقة على “فيسبوك”. ورغم أن كل شيء بدا طبيعياً في البداية، سرعان ما بدأت نيكولا تعاني من أعراض خطيرة مثل تشوش في الرؤية وصعوبة في البلع والتنفس، ما استدعى نقلها إلى المستشفى حيث تبيّن أن عدة نساء أخريات يعانين من الأعراض ذاتها، ما أثار الشكوك بوجود مصدر مشترك للتسمم.
التحاليل كشفت أن جميع المصابات تلقين حقناً تحتوي على مادة سم البوتولينوم، وهي مادة تُستخدم في المنتجات التجميلية بتركيزات آمنة جداً، لكن في هذه الحالات كانت المنتجات مزيفة أو ملوثة وتُباع عبر الإنترنت أو من خلال موزعين غير معتمدين.
وحذّر الدكتور ستيفن لاند، طبيب طوارئ سابق ومالك عيادة تجميلية، من أن قطاع التجميل بات أشبه بسوق سوداء تُباع فيه منتجات خطيرة دون رقابة. وقال إن السوق مليئة بمنتجات تُسوق على أنها آمنة لكنها تُحقن داخل أجساد الناس دون معرفة عواقبها.
مع تزايد الحالات، اضطرت السلطات الصحية إلى استيراد الترياق المضاد للتسمم من مستشفيات بعيدة، بعد أن نفد من عدد من المرافق الطبية، في وقت لا تزال فيه بعض الضحايا، ومن بينهن نيكولا، يجهلن ما تم حقنه في أجسادهن بالضبط، خاصة أن الشخص الذي أجرى لهن الحقن اختفى ولم يعد يرد على الاتصالات.
نيكولا عبّرت عن صدمتها مما جرى، قائلة: “نجوت من الموت بأعجوبة… لكن كم من امرأة لن تكون محظوظة مثلي؟ متى يتم تنظيم هذا القطاع؟”.