الأركان المغربي: صمود نساء في مواجهة أزمة المناخ وتحديات السوق

يواجه زيت الأركان المغربي، المعروف بـ “الذهب السائل”، تحديات كبيرة تهدد استدامته، حسب تقرير لوكالة الأنباء الأمريكية AP. هذا الزيت الثمين، المستخدم في صناعة التجميل، يواجه خطرًا متزايدًا بسبب الجفاف وتنامي الطلب العالمي، مما يعرض غابات الأركان لخطر تدهور الغطاء النباتي.
لا يزال استخراج زيت الأركان يعتمد على الطرق التقليدية التي تمارسها النساء في التعاونيات الريفية. تقوم النساء بطحن بذور الأركان يدويًا واستخلاص الزيت، مقابل عائد مادي ضئيل لا يتجاوز 2.60 يورو للكيلوغرام، رغم المجهود الكبير. الطلب الدولي المتزايد، بالإضافة إلى الجفاف المستمر، أدى إلى تقلص مساحة غابات الأركان بنسبة 40% منذ بداية القرن الحالي. هذا يؤثر سلبًا على النظام البيئي المحلي ويهدد التراث الثقافي للمناطق.
حفيظة الحنطاطي، مؤسسة تعاونية في الصويرة، تحذر من أن فقدان أشجار الأركان يعني خسارة هوية المنطقة ومصدر رزق سكانها. وتؤكد الباحثة زبيدة شروف من جامعة محمد الخامس أن اختفاء هذه الأشجار يمثل كارثة بيئية كبيرة. تواجه التعاونيات النسائية المنتجة للزيت صعوبات اقتصادية، حيث تستحوذ الشركات العالمية الكبرى مثل L’Oréal وEstée Lauder وUnilever على معظم الأرباح.
جميلة إد بورو، رئيسة اتحاد التعاونيات النسائية للأركان، تشير إلى أن العديد من التعاونيات لا تستطيع حتى دفع الحد الأدنى للأجور، وأن جائحة كورونا زادت من تعقيد الوضع وأدت إلى إغلاق عدد من التعاونيات الصغيرة. تسيطر شركة Olvea على 70% من صادرات زيت الأركان، مما يفرض هيمنة على السوق وشروطًا مجحفة في التسعير والدفع. لمواجهة الأزمة، أطلقت الحكومة المغربية مشاريع لإعادة تشجير غابات الأركان، باستخدام تقنيات زراعية مبتكرة للحفاظ على الموارد المائية.
لكن تأثير الجفاف يؤخر تحقيق النتائج المرجوة. هناك أربع طبقات من الوسطاء في سلسلة التوزيع، مما يقلل العائد المالي للمنتجين. وقد أطلقت الحكومة مبادرات مماثلة في مناطق أخرى من المغرب. ورغم محاولات الحكومة بناء مستودعات للتخزين لتعزيز قدرة التعاونيات على التفاوض، فإن النتائج لا تزال دون المستوى، مع خطط لتطوير هذه المشاريع بحلول عام 2026.
النساء في المناطق الريفية يواصلن جمع ثمار الأركان والحفاظ على المهنة، رغم أن الأجيال الجديدة تبتعد تدريجيًا عن هذه التقاليد بسبب الظروف الصعبة والتغيرات الاجتماعية. يعد الحفاظ على التنوع البيولوجي أولوية وطنية لمواجهة آثار التغيرات المناخية.