لوبي العقار يستعد للإجهاز على مدرسة تاريخية
معلمة تاريخية تراود حيّ محج محمد السادس في مدينة طنجة، حيث تقف مدرسة واد المخازن، تجسيدًا حيًا للماضي ورمزًا بارزًا للتعليم منذ عام 1955. هنا، حيث خرجت أجيالٌ من المهندسين والأطباء وقادة السلطة، يوشك مستقبل هذه الأرض الخصبة على أن ينقلب رأسًا على عقب.
في ظلّ هدوءٍ مفزع من الفعاليات المحلية، يتوشّح خطر الهدم، يقف منعش عقاري مُصرًا على إنشاء أبراج مترامية الأطراف في موقع المدرسة والمسجد والمصنع، إضافةً إلى ضرورة استعادة الحياة لتلك المؤسسات العريقة التي لا تزال تحكي قصة العطاء والتفوق.
لم تكن هذه المدرسة مجرد مركزٍ للتعليم، بل كانت محطةً تنبض بالحياة الثقافية والتعليمية، حيث تمّ إخلاءها عام 2006 لإجراء إصلاحات ضرورية، ولكن الأيام المتساهلة ألقت بها في حضن الإهمال، رغم أهميتها الوطنية والثقافية.
الآن، بعد أن تم ترشيح هذه البقعة الاستراتيجية لتصبح هدفًا للمنعشين العقاريين، ينبغي على السلطات المحلية أن تقف بحزم وتتخذ خطوات جادة لحماية هذا التراث الحيوي. إنّ هذه القضية لا تتعلق فقط بالمكان، بل بمستقبل الهوية الثقافية للمدينة، فالمحافظة على موروثها التعليمي والديني والصناعي يمثل تحدًا حقيقيًا في وجه التطوير الحضري غير المنظم.
هكذا، تتداخل القصص والأصوات والمطالبات في حضرة هذا التهديد، حيث يصبح من الضروري أن نتساءل: هل نفقد مجرد مدرسة ومسجد ومصنع، أم نفقد جزءًا من ذاكرتنا الجماعية وروح مدينتنا؟