المدير العام المستقيل لـ”بي بي سي” يدعوها لخوض معركة للدفاع عن صحافتها
دعا المدير العام المستقيل لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، تيم ديفي، الثلاثاء 11 نونبر 2025، المؤسسة الإعلامية إلى الدفاع عن صحافتها بعد تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمقاضاتها بتهمة التشهير، بسبب توليف مضلل في أحد البرامج الوثائقية التي تناولت خطابا له.
وفي أول تصريح له بعد استقالته، قال ديفي أمام موظفي الهيئة: “يجب أن نخوض معركة للدفاع عن صحافتنا. نحن مؤسسة مميزة وقيمة، لكن حرية الصحافة تتعرض لضغوط كبيرة”، معترفا في الوقت نفسه بحدوث “خرق للقواعد التحريرية” في البرنامج المعني.
وكان ترامب قد هاجم “بي بي سي” على منصته “تروث سوشيال”، واصفا صحافييها بـ”الفاسدين”، ومنحها مهلة حتى الجمعة المقبلة لسحب الوثائقي الذي عرض في أكتوبر 2024 وتقديم اعتذار رسمي، مهددا بدعوى قضائية يطالب فيها بتعويض لا يقل عن مليار دولار. وردت “بي بي سي” بأنها “تدرس الرسالة وسترد في الوقت المناسب”.
من جانبه، أعلن رئيس مجلس إدارة “بي بي سي” سمير شاه أن الهيئة “تعتذر عن سوء التقدير”، فيما استقال ديفي ومديرة الأخبار ديبورا تورنيس على خلفية الأزمة. وتسبب الجدل أيضا في إحراج سياسي لحكومة حزب العمال بقيادة كير ستارمر، التي تربطها علاقات جيدة مع إدارة ترامب.
ورغم دفاع رئيس الوزراء البريطاني عن “بي بي سي” واعتباره أنها “خدمة إخبارية ضرورية في عصر يسوده التضليل”، دعا إلى تصحيح الأخطاء بسرعة لضمان الثقة.
القضية أعادت الجدل حول تمويل الهيئة العامة والاتهامات بـ”التحيز” في تغطيتها لقضايا مثل الحرب في غزة وملف المتحولين جنسيا ودونالد ترامب. وقال الإعلامي نيك روبنسون إن عددا من أعضاء مجلس الإدارة يرون وجود “تحيز مؤسسي”، وهو ما ينفيه مسؤولو المؤسسة.
ويرى خبراء أن رفع دعوى ضد “بي بي سي” في الولايات المتحدة سيكون صعبا قانونيا، خاصة أن الوثائقي عرض قبل أكثر من عام في بريطانيا، مما يجعل مهلة التقاضي منتهية، كما أن القوانين الأميركية تمنح حرية التعبير مساحة أوسع.
لكنهم في المقابل لا يستبعدون تحركا رمزيا من ترامب المعروف بولعه بالنزاعات القضائية. وقال سمير شاه: “لا نعرف إن كان جادا، لكنه رجل يحب المعارك، لذا علينا أن نكون مستعدين لكل الاحتمالات”.






