صفقة بـ29 مليار درهم تضع المغرب على طريق صناعة القطارات
يسير المغرب بخطوات متسارعة نحو تعزيز استقلاليته الصناعية في مجال النقل السككي، بعد الإعلان عن الانطلاق الرسمي في تصنيع القطارات محلياً عقب توقيع عقد ضخم مع الشركة الكورية الجنوبية Hyundai Rotem لتوريد 110 قطارات جديدة لفائدة المكتب الوطني للسكك الحديدية. ولا يقتصر الاتفاق على التوريد فقط، بل يشمل إحداث أول مصنع مغربي لإنتاج القطارات مع نقل الخبرة الصناعية الكورية وتكوين مهندسين وتقنيين مغاربة، ما يشكل منعطفاً صناعياً مهماً للبلاد.
وتبلغ القيمة الإجمالية للصفقة 29 مليار درهم، وتشمل اقتناء قطارات جهوية وقطارات مزدوجة الطابق بسرعة تصل إلى 160 كلم في الساعة، وهو ما سيحدث نقلة نوعية في ربط المدن الكبرى بضواحيها وتطوير الشبكة الحضرية والجهوية للنقل السككي. كما يعتمد المشروع على صيغة تمويل بشروط تفضيلية عبر صندوق التعاون الكوري، بما يضمن انطلاقاً سلساً للأشغال دون عراقيل مالية.
ويمثل التوجه نحو التصنيع المحلي للقطارات خياراً استراتيجياً للمغرب يهدف إلى تعزيز السيادة الصناعية وتقليص الاعتماد على الواردات، إضافة إلى خلق آلاف فرص الشغل المباشرة وغير المباشرة داخل القطاعات الصناعية والميكانيكية واللوجستية. كما تراهن المملكة على تحويل هذا المشروع إلى قاعدة إنتاجية قادرة على التصدير نحو إفريقيا والشرق الأوسط في أفق السنوات المقبلة، مما يعزز مكانتها كقطب إقليمي لصناعة النقل السككي.
وتنسجم هذه الشراكة مع البرنامج الوطني لتطوير شبكة السكك الحديدية، الذي يشمل توسيع خطوط القطارات عالية السرعة وتحديث خدمات قطارات الضواحي، بهدف تخفيف الضغط على التنقل داخل المدن الكبرى ودعم التحول الصناعي المرتبط بالبنى التحتية للنقل.
ويعكس اختيار Hyundai Rotem والانفتاح على التصنيع المحلي رغبة المغرب في بناء صناعة سككية متكاملة داخل البلاد، بما يرسخ تموقعه كفاعل صاعد في إنتاج وصيانة القطارات، ومنافس قوي على خريطة الصناعات المرتبطة بالنقل الحديث.







