وزير الفلاحة: صرف الدفعات التكميلية للدعم يبدأ في أبريل 2026 بعد التأكد من بقاء الإناث المرقمة في القطيع

قدّم وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، عرضاً شاملاً أمام مجلس المستشارين حول البرنامج الوطني لإعادة بناء القطيع وتحسين صمود أنشطة تربية المواشي في مواجهة تقلبات المناخ وارتفاع تكاليف الإنتاج، مؤكداً أن الحكومة تعتبر حماية القطيع “أولوية استراتيجية” لما يمثّله من ركيزة أساسية للأمن الغذائي ومورد رزق لمئات آلاف الأسر القروية.
وخلال جلسة الأسئلة الشفوية ليوم الثلاثاء 9 دجنبر، أوضح الوزير أن آثار الجفاف وارتفاع كلفة الأعلاف خلال السنوات الأخيرة فرضت إطلاق برنامج وطني واسع النطاق، تنفيذاً للتوجيهات الملكية، بهدف دعم مربي الماشية وضمان التزويد المنتظم للسوق الوطنية باللحوم الحمراء واستقرار الأسعار.
وأشار البواري إلى أن البرنامج رُصد له غلاف مالي يبلغ 12.8 مليار درهم برسم سنتي 2025 و2026، ويرتكز على خمسة محاور رئيسية، تشمل:
دعم مباشر لاقتناء الأعلاف.
دعم مالي للحفاظ على الإناث المخصصة للتوالد.
إعادة جدولة ديون المربين بشراكة مع مجموعة القرض الفلاحي للمغرب.
تعزيز الصحة الحيوانية عبر حملات التلقيح.
دعم الإرشاد والتأطير التقني لتحسين تقنيات التربية والإنتاج.
وكشف الوزير عن تقدم مهم في تنزيل البرنامج منذ إطلاقه في ماي الماضي، أبرزها إحصاء شامل للقطيع الوطني وإنشاء قاعدة بيانات تضم 32.8 مليون رأس وحوالي 1.2 مليون كسّاب، إضافة إلى بلوغ نسبة 92% في عملية الترقيم بما يفوق 25 مليون رأس، مؤكداً أن صرف الدعم أصبح مرتبطاً حصرياً بالرؤوس المرقمة لضمان توجيهه لمستحقيه.
وفي ما يتعلق بالدعم المالي، أوضح الوزير اعتماد سلم تنازلي يرتبط بحجم القطيع، مع دعم خاص للإناث يصل إلى 400 درهم للنعاج و300 درهم للمعزات، مشيراً إلى أن الدفعات التكميلية ستُصرف ابتداء من أبريل 2026 بعد التحقق من الحفاظ الفعلي على الإناث المرقمة.
وأبرز البواري أن تدبير الدعم يتم عبر آلية “مؤمّنة” بتنسيق مع وزارتي الداخلية والمالية، لافتاً إلى معالجة ملفات 92% من الكسابة وصرف أكثر من 14.4 مليار درهم لفائدة حوالي 977 ألف مستفيد، مع استمرار العملية إلى غاية تعميم الاستفادة.
كما أكد الوزير تخصيص مركز اتصال لتلقي الشكايات وتتبع الملفات، إلى جانب حملات تواصلية ميدانية بشراكة مع الغرف المهنية، لضمان الشفافية ومنع أي إقصاء.
وبخصوص الفلاحة التضامنية، أوضح البواري أن الحكومة تشتغل على إعادة توجيه برامجها لدعم قطاع تربية المواشي، عبر برنامج يمتد ثلاث سنوات بغلاف مالي يصل إلى ملياري درهم، موجّه للشباب والنساء القرويات، ويرمي إلى تحسين المراعي، والرفع من إنتاجية اللحوم الحمراء، وتعزيز دخل صغار المربين الذين يشكّلون 80% من الكسابة.
وأشار في ختام عرضه إلى المصادقة على 68 مشروعاً يشمل 46 إقليماً و193 جماعة ويستهدف 28 ألف مستفيد بغلاف مالي يناهز 544 مليون درهم، مؤكداً أن البرنامج سيتوسع ليصل إلى حوالي 200 مشروع خلال الفترة المقبلة.







