دولي

ضغط أمريكي يمنع المغرب من اقتناء منظومة ‘إس-400’ الروسية

كشفت وكالة “سبوتنيك” عن اهتمام المغرب باقتناء منظومة “إس 400” الروسية المختصة في الدفاع الجوي، مبرزة أن المغرب كان من بين 13 دولة أظهرت اهتمامها بالحصول على هذه الأنظمة الروسية، والتي كان من أبرزها قطر والمغرب والعراق وفيتنام.

إعلان الوكالة الروسية عن المغرب كأحد المهتمين بهذا النوع من الأسلحة، طرح العديد من التساؤلات حول مدى صحة الإعلان، خصوصًا في ظل التأثير الذي قد يحمله هذا التوجه على التعاون العسكري بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، التي تستحوذ على نسبة 69 بالمائة من إجمالي واردات المغرب من الأسلحة، حسب تقرير صادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.

وإلى جانب التعاون العسكري الكبير بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، يعد الاختلاف بين تكنولوجيا الأسلحة الروسية والغربية، التي يعتمد عليها المغرب لتعزيز ترسانته العسكرية، سببًا آخر، بالنسبة للعديد من المراقبين، لتشكيكهم في صحة خبر اهتمام المغرب بمنظومة “إس 400” الروسية.

من جانبه، استبعد الخبير الأمني والاستراتيجي، محمد الطيار أن يكون هذا الخبر صحيحا مشيرًا إلى أنه من غير المرجح بتاتًا أن تسعى القوات المسلحة الملكية للحصول على منظومة “إس 400” الروسية، مبرزًا أن هذا النوع من الأسلحة يستلزم وجود خبراء روس في عين المكان، “وهو ما لا يمكن أن يقبله المغرب لعدة اعتبارات”.

وأضاف الخبير أن “المغرب تربطه علاقات جد وطيدة فيما يخص نوعية السلاح مع الولايات المتحدة الأمريكية، ولا يمكن أن يدخل المغرب في هكذا صفقة دون أن يأخذ في عين الاعتبار العلاقات الوطيدة التي تربطه مع أمريكا، خاصة الاتفاقيات الاستراتيجية في المجال العسكري.”

وحول مدى نجاعة هذه المنظومة، أكد الطيار أن هذه الأسلحة أثبتت عدم قدرتها على مواجهة الأنظمة الأمريكية خلال الحرب الأوكرانية بسبب إخفاقاتها المتكررة، وهو ما يؤكد عدم توجه المغرب نحو اقتناء هذه الأسلحة.

ويذكر أن الولايات المتحدة كانت قد أعربت في مناسبات سابقة عن قلقها من اقتناء حلفائها لمنظومة “إس-400” الروسية، نظرًا للمخاوف الأمنية المرتبطة بذلك، حيث تسبب اهتمام عدد من الدول، كالسعودية وقطر وتركيا، بالمنظومة الروسية في توتر كبير في العلاقات الثنائية بينها وبين واشنطن.

وقد دفع شراء تركيا لمنظومة “إس 400” سنة 2017 إلى فرض عقوبات أمريكية عليها وإخراجها من برنامج تصنيع المقاتلات إف-35، الذي يجمع واشنطن بعدد من الدول، بدعوى أن النظام الروسي قد يسمح لموسكو بالوصول إلى معلومات حساسة عن طائرات الناتو.

كما كانت قطر هي الأخرى قد تراجعت عن صفقة تجمعها مع روسيا لشراء هذا السلاح، بدعوى أن “واشنطن ترفض اختراق السلاح الروسي، خاصة الاستراتيجي منه، مناطق نفوذها مثل منطقة الخليج العربي التي ما زالت تمثل أهمية استراتيجية لها”.

في ذات السياق، كانت السعودية قد أبدت بدورها في وقت سابق اهتمامًا بمنظومة الدفاع الجوي الروسية “إس-400″، وهو ما فسره المراقبون آنذاك بكون الرياض تسعى إلى الضغط على واشنطن لتسليمها منظومة “ثاد” المتطورة عن “باتريوت”، التي “انكشفت بعض الثغرات فيها”.

في المقابل، كشف وزير الدفاع التركي مؤخرًا أن الولايات المتحدة لم تعد تعترض على استخدام تركيا لنظام الدفاع الجوي “إس-400″، وهو ما قد يفتح الباب أمام تغير جذري في الموقف الأمريكي من تعامل حلفائها مع الأسلحة الروسية، وخاصة منظومة الدفاع الروسي “إس 400”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى