العرائش تحت الصدمة.. غرق قارب يثير تساؤلات حول سلامة الصيادين
غرق قارب للصيد التقليدي بسواحل العرائش: مأساة جديدة تؤكد الحاجة إلى تحسين سلامة الصيادين
غرق قارب للصيد التقليدي قبالة سواحل مدينة العرائش نهاية الأسبوع الماضي، أعاد تسليط الضوء على المآسي المتكررة في قطاع الصيد التقليدي بالمغرب، وتحديات الصيادين الذين يواجهون مخاطر كبيرة في محاولاتهم لكسب قوتهم اليومي. الحادث أسفر عن وفاة الربان، في حين نجا أربعة صيادين آخرين من الموت بعد أن كانوا في خطر شديد بسبب الأحوال الجوية السيئة التي منعت معظم السفن من الإبحار.
هذا الحادث أثار تساؤلات عديدة حول الأسباب التي لا تزال تؤدي إلى وقوع مثل هذه الحوادث على سواحل المغرب، رغم توافر التقنيات الحديثة لتتبع حركة البحر والإصدار المنتظم للتنبيهات الجوية التي تصل إلى الموانئ وتُعمم على المهنيين.
التهور وعدم التأهيل: الأسباب الرئيسية للحادث
منير الدراز، رئيس الغرفة المتوسطية للصيد البحري بطنجة، أرجع الحادث إلى “التهور وسوء تقدير المخاطر”، مشيرًا إلى أن قطاع الصيد التقليدي ما زال يعاني من مشاكل عديدة تمنعه من التطور. وأكد الدراز أنه يجب إلزام ربابنة قوارب الصيد بالحصول على تدريبات وشهادات معترف بها، على غرار باقي القطاعات البحرية، وذلك لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث.
ضرورة التكوين والتأهيل لصيادي الصيد التقليدي
من جانبه، قال عبد السلام الغربي، رئيس تعاونية لكسوس للصيد التقليدي بالعرائش، إن الحادث هو نتيجة “التهور” من قبل الربان والصيادين. وأوضح أن العلامات الجوية كانت جيدة في البداية، لكن الضباب كان سببًا رئيسيًا في تحول الوضع إلى كارثة. وأشار إلى أن العديد من الصيادين لم يخاطروا بالإبحار بسبب التحذيرات التي أصدرتها مندوبية الصيد البحري.
الغربي شدد على ضرورة توفير برامج تكوين وصقل المهارات لصيادي الصيد التقليدي ليتمكنوا من التعامل مع التقلبات الجوية وحماية حياتهم أثناء العمل.
إجراءات للتصدي للمخاطر المستقبلية
تدعو هذه الحوادث إلى ضرورة اتخاذ إجراءات فورية من قبل الجهات المسؤولة عن قطاع الصيد البحري للحد من الحوادث التي تقع بسبب الإهمال أو نقص التدريب. من أهم الحلول المقترحة، التزام الصيادين بالحصول على تدريبات تأهيلية بشكل مستمر وتحسين مستوى الوعي بالمخاطر المحتملة في البحر.
