مجتمع

النقابات التعليمية الأربع تقطر الشمع على نقابة ميلود معصيد،وتواجه محاولات العرقلة وتكشف المناورات السياسوية!!

في خطوة تعكس التزامها بالدفاع عن حقوق نساء ورجال التعليم، أصدرت النقابات التعليمية الأربع الأكثر تمثيلية؛ UGTM، CDT، FDT، FNE بيانًا قويًا يوم الأحد 02 فبراير الجاري، تحذر فيه الحكومة ووزارة التربية الوطنية من أية محاولة للتملص من تنفيذ الالتزامات الموقعة، مؤكدة على أن افتعال الأزمات الوهمية لن يثنيها عن مواصلة النضال من أجل تنزيل بنود اتفاقي 10 و26 دجنبر 2023 الذي يعتبر ثمرة نضالات شاقة وطويلة.


وأوضحت النقابات الأربع في بيانها أنها ترفض بشكل قاطع أي تعطيل للاجتماعات المرتبطة بتفعيل مضامين الاتفاقات السابقة، مؤكدة أنه لم يتم سحب أي تفويض أو تجميد لأي نقابة، كما أن العديد من الملفات المتفق عليها بدأت تأخذ طريقها نحو التنفيذ، بفضل اللقاءات المتواصلة مع الوزارة، وهو التصريح الذي يحمل بين طياته ردًا ضمنيًا على انسحاب نقابة ميلود معصيد (UMT) من الحوار القطاعي، حيث يبدو أن هذه الأخيرة اختارت العزلة بدل الاستمرار في النضال الجماعي من داخل التنسيق النقابي الموسع، إذ الانسحاب -حسب متتبعين- لم يكن سوى خطوة محسوبة جاءت بعدما فشلت قيادة هذه النقابة في فرض شروطها، ورفض الاستجابة لمطالبها غير المشروعة المتعلقة بتعيين محسوبين عليها في مناصب المسؤولية على رأس بعض المديريات والأكاديميات، إذ تفيد المعطيات المتداولة في الأوساط التعليمية أن قيادة الجامعة الوطنية للتعليم (UMT) كانت تسعى للضغط بهدف ضمان تعيين أطر محسوبة عليها في تلك المواقع، وذلك ليس فقط لتقوية نفوذها داخل القطاع، وإنما أيضًا لضمان دعم إداري غير معلن لمرشحيها في الانتخابات المهنية المقبلة، إلا أن رفض الوزارة هذه المطالب غير المشروعة، والتمسك بمبدأ الحياد والشفافية، دفع هذه النقابة إلى الانسحاب من الحوار القطاعي في خطوة وصفتها النقابات الأربع بـ”التهرب من تحمل المسؤولية” و”محاولة خلط الأوراق” خدمةً لأجندات ضيقة، حيث جددت النقابات الأربع تمسكها بجولات الحوار القطاعي، مشددة على ضرورة تسريع وتيرة الاجتماعات لتنزيل كل الالتزامات المتفق عليها، ورفض أي محاولات لإقحام الشغيلة التعليمية في صراعات سياسوية لا علاقة لها بمطالبهم العادلة، كما طالبت بلقاء مستعجل مع وزير التربية الوطنية لتوضيح مدى تقدم تنفيذ التعهدات، خاصة فيما يتعلق بالتعويضات عن العمل في المناطق النائية وتقليص ساعات العمل…

ومن خلال بيان النقابات الأربع الذي يبدو أنه قطر الشمع على نقابة ميلود معصيد، ووضع النقاط على الحروف، أكدت على أن أي محاولة لعرقلة الحوار أو افتعال الأزمات لن تخدم سوى الجهات التي تبحث عن مكاسب سياسوية ضيقة، على اعتبار أنه في الوقت الذي كان يفترض أن يستمر التنسيق النقابي الموسع في الدفاع عن حقوق الشغيلة، اختارت قيادة نقابة UMT الانسحاب والاصطفاف خارج الصف النضالي، بعد فشلها في فرض أجندتها الخاصة.


إن التاريخ النقابي بالمغرب يشهد على أن وحدة الصف كانت دائمًا الضامن الأساسي لتحقيق المكتسبات، وما وقع اليوم يكشف أن بعض الجهات لا تتردد في التضحية بمصالح الشغيلة خدمةً لحساباتها الخاصة، لكن نساء ورجال التعليم يدركون جيدًا الفرق بين من يناضل بصدق من أجل مطالبها، ومن يساوم بمصالحها لتحقيق أجندات أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى