الكافيار الأصفر” في الجزائر: هل أصبح الموز أغلى من الذهب؟

شهدت أسعار الموز في الجزائر خلال شهر رمضان ارتفاعًا غير مسبوق، حيث بلغ سعر الكيلوغرام الواحد في العاصمة 850 دينارًا جزائريًا، ما يعادل حوالي 60 درهما مغربيا، مما جعل هذه الفاكهة في متناول شريحة ضيقة من المواطنين فقط. رغم أن الإعلام المحلي ألقى اللوم على المضاربين في هذا الارتفاع، إلا أن الأسباب الحقيقية تتعلق بالقرارات السياسية التي اتخذتها الحكومة الجزائرية.
السبب الرئيسي وراء هذا الغلاء هو العقوبات التي فرضتها الجزائر على الإكوادور، المورد الأساسي للموز في السوق الجزائرية، وذلك ردًا على قطع الإكوادور علاقاتها مع “الجمهورية الصحراوية” المزعومة. هذا القرار الجزائري أدى إلى اضطراب في الإمدادات وارتفاع الأسعار بشكل غير معقول.
الجدير بالذكر أن عائلة الرئيس الإكوادوري دانيال نوبوا، الذي تولى الحكم في نوفمبر 2024، تعمل في تصدير الموز، مما جعل القرار الجزائري ذو بعد سياسي واقتصادي. ولم تقتصر تداعيات هذه القرارات على الموز فقط، بل امتدت أيضًا إلى أسعار اللحوم، التي شهدت ارتفاعًا بسبب توجيهات حكومية صادرة في يناير 2024 تمنع السفن القادمة من أمريكا الجنوبية من التوقف في ميناء طنجة المغربي، ما أثر على سلاسل التوريد نحو الجزائر.
في ظل هذه الأزمات، أصبح المستهلك الجزائري يدفع ثمن الحسابات السياسية، حيث تحولت فاكهة كانت أساسية في الأسواق إلى سلعة نادرة وباهظة الثمن، وهو ما جعل أزمة الموز موضوعًا رئيسيًا في الشارع الجزائري.