اقتصاد

المغرب.. عملاق صناعي في إفريقيا رغم تحديات الجفاف

المغرب يواصل تصدر المشهد الصناعي والاقتصادي في القارة الأفريقية. يزداد تأثيره في صناعات السيارات والطائرات والسياحة، رغم تحديات شح المياه والجفاف. المملكة نجحت في بناء قاعدة اقتصادية متينة تعتمد على التنوع الصناعي.

المغرب يتفوق بتوسيع حصته في أسواق الطيران وصناعة السيارات. هو اليوم أكبر منتج للطائرات في إفريقيا، بإنتاج سنوي يبلغ 700 ألف طائرة. صناعة السيارات تشهد تطوراً كبيراً بفضل الاستثمارات الأجنبية والبنية التحتية المتطورة.

رشيد الساري، رئيس المركز الأفريقي للدراسات الاستراتيجية والرقمنة، أكد أن المغرب أصبح “محوراً صناعياً في إفريقيا، سواء في صناعة الطائرات أو السيارات”.

السياحة تعتبر من الأعمدة الرئيسة للاقتصاد المغربي. استقطبت المملكة أكثر من 17 مليون سائح في عام 2024، بإيرادات تتجاوز 11 مليار دولار. السياحة المغربية نموذج استثماري ناجح بفضل الموقع الجغرافي والمرافق المتطورة.

القطاع الزراعي يشكل حوالي 14 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، ويعتمد عليه أكثر من 38 بالمئة من قوة العمل. الجفاف يشكل تهديداً حقيقياً للاستقرار الاقتصادي. عانى المغرب من ست سنوات من الجفاف المتتالية، ما أدى إلى تراجع الإنتاج الزراعي وتضخم الأسعار.

الساري يوضح أن “الجفاف لا يعكس فقط تحدياً بيئياً، بل هو تحدي اجتماعي واقتصادي”. أزمة الجفاف أدت إلى ارتفاع التضخم الفلاحي وزيادة أسعار المنتجات الزراعية.

الحكومة المغربية اتخذت تدابير للتعامل مع ندرة المياه، من أبرزها “الاستراتيجية المائية 2020-2027″، التي خصصت لها أكثر من 14 مليار دولار. تشمل الاستراتيجية بناء السدود وتحلية مياه البحر، واستغلال المياه العادمة في الزراعة.

المغرب يتجه نحو توجيه الفوسفاط نحو التصنيع المحلي، لزيادة القيمة المضافة وتعزيز الاقتصاد الوطني.

النقاش حول تعويم الدرهم يطفو على السطح. بعض الخبراء يرون أنه خطوة مناسبة، بينما يرى آخرون أنه “مخاطرة كبيرة” في الظروف الحالية.

استضافة المغرب لكأس العالم 2030 فرصة لتعزيز مكانته الاقتصادية وزيادة الاستثمارات. من المتوقع أن يسهم هذا الحدث في دفع قطاع السياحة والبنية التحتية.

رغم التحديات المناخية، يسير المغرب نحو تعزيز مكانته كقوة اقتصادية وصناعية في إفريقيا. الحاجة ملحة للتعامل مع أزمة الجفاف وندرة المياه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى