اقتصاد

رسوم ترامب والاستثمارات الصينية: نظرة على مستقبل الاقتصاد المغربي

توقع محللون اقتصاديون مغاربة أن تزيد “رسوم ترامب” الجمركية على البضائع الصينية من وتيرة الاستثمارات الصينية في المغرب. الدافع وراء ذلك هو تجاوز الحمائية الدولية.

رغم ذلك، تختلف آراء المحللين حول تأثير هذه الرسوم على الاستثمارات الصينية في المغرب. يرى البعض أن هذا العامل مهم، لكنه ليس الوحيد. فالصين تسعى لجعل المغرب بوابة لدخول الأسواق الإفريقية، بالإضافة إلى العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.

في المقابل، يعتقد آخرون أن “رسوم ترامب” ستحفز المستثمرين الصينيين على الاستثمار في المغرب، بشرط استخدام نسبة عالية من الموارد والمكونات المصنعة محليًا. هذا سيعود بالفائدة على الصناعة المغربية.

وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد فرض رسومًا جمركية إضافية على عدة دول، بما في ذلك الصين. المنتجات الصينية تخضع لضريبة استيراد جديدة بنسبة 34%، بالإضافة إلى الرسوم الجمركية السابقة.

تأثير الرسوم على الاستثمارات

ناصر بوشيبة، رئيس جمعية التعاون الإفريقي للتنمية، يرى أن “رسوم ترامب” سيكون لها تأثير على الاستثمارات الصينية في المغرب على المدى القريب. لكنه يؤكد أن العلاقات بين البلدين استراتيجية، مدفوعة بمصالح مشتركة وروابط قوية بين الملك محمد السادس والرئيس الصيني شي جين بينغ.

ويضيف بوشيبة أنه لا يمكن إنكار سعي الصين لتجاوز الحمائية الدولية من خلال الاستثمار في المغرب. لكن هذه الاستثمارات تندرج أيضًا ضمن سياسة الصين لإعادة هيكلة تصنيع بعض المنتجات. ويرى أن المغرب هو المدخل الرئيسي للسوق الإفريقية، خاصة غرب إفريقيا.

ويشدد على ضرورة أن يكون الهدف من الاستثمارات الصينية هو اغتنام فرص التطوير التي يتيحها المغرب، وليس فقط الهروب من الحمائية. وينوه بالسياسة الرشيدة للملك القائمة على الشراكات.

ويشير إلى أن المغرب يعي أن “رسوم ترامب” تندرج ضمن مفاوضات كبرى للاستفادة من الاستثمارات الصينية، خاصة وأن الصين تعد أكبر مستثمر أجنبي مباشر. المزيد عن الاستثمارات الصينية

ويتساءل عن سبب فرض أوروبا رسومًا على الإطارات المعدنية المصنوعة في القنيطرة، في مصنع صيني بدعم مغربي، ثم استحواذ البرتغال على مراحل لاحقة من المشروع. ويرى أن الغرب يريد الاستفراد بالاستثمارات الصينية.

استفادة مرتقبة للصناعة المغربية

خالد حمص، أستاذ الاقتصاد بجامعة محمد الخامس بالرباط، يتوقع أن تحفز “رسوم ترامب” الفاعل الصيني على توجيه المزيد من الاستثمارات إلى المغرب. ويتوقع أيضًا زيادة الاستثمارات الأوروبية والأمريكية في المملكة، في ظل توقعات بدخول أوروبا في حرب تجارية مع أمريكا.

ويشير حمص إلى أن المغرب فرضت عليه تعريفات جمركية بنسبة 10% فقط، مقارنة بـ 34% على الصين. لذلك، ستخطط الكثير من الشركات الصينية للاستقرار في المغرب.

ويوضح أن الشركات التي ستستثمر في المغرب لتجنب الرسوم الجمركية الأمريكية ستكون ملزمة باستخدام نسبة مهمة من المكونات المصنوعة محليًا. هذا سيعطي دفعة كبيرة للنسيج الصناعي المغربي. اكتشف المزيد حول الاقتصاد المغربي لذلك، يجب على الحكومة المغربية مواكبة تداعيات فرض “رسوم ترامب” بقوة.

ويؤكد حمص أن المستثمر الأجنبي سيعتمد على نسبة مرتفعة من المكونات المنتجة داخل المغرب لتجاوز أي إجراءات مماثلة لتلك التي اتخذتها المفوضية الأوروبية في حق صادرات المغرب من إطارات السيارات. ويشير إلى أن أوروبا فرضت الرسوم لأن دراستها بينت أن أكثر من 60% من المكونات تنتج في الصين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى