الدول العربية تناقش إمكانية إقامة اتحاد جمركي لتسريع الاندماج الاقتصادي

في خطوة تهدف إلى تعزيز التكامل الاقتصادي، ناقشت الدول العربية إمكانية إقامة اتحاد جمركي خلال اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي في القاهرة. يأتي هذا التحرك استعدادًا للقمة العربية التنموية والاقتصادية والاجتماعية المقرر عقدها الشهر المقبل في العراق.
السفيرة هيفاء أبو غزالة أكدت حرص الأمانة العامة على بلورة جدول أعمال للقمة يخدم مصلحة الإنسان العربي. وقد دعا مسؤولون إلى الإسراع في استكمال متطلبات منطقة التبادل الحر وإقامة الاتحاد الجمركي العربي، وصولًا إلى السوق العربية المشتركة.
خبراء اقتصاديون يؤكدون أهمية إزالة الحواجز الجمركية وتوحيد السياسات التجارية لدعم الاقتصادات العربية في مواجهة التقلبات العالمية. رشيد ساري، باحث في الشؤون الاقتصادية الدولية، أشار إلى أن حلم الاتحاد الجمركي يراود الدول العربية منذ الخمسينيات، وأن حجم التبادل التجاري العربي يصل إلى 700 مليار دولار.
وأضاف ساري أن هناك شراكات واتفاقيات تجمع الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، وتحتاج إلى إطار مؤسساتي. وتابع أن وجود اتحاد جمركي سيمكن المغرب من تطوير علاقاته التجارية وتعزيز وجود السلع والخدمات العربية.
عبد الرزاق التهامي، خبير اقتصادي، أوضح أن إقامة اتحاد جمركي تعني تطبيق تعريفات ورسوم جمركية موحدة في التجارة بين الدول العربية. وأكد أن المغرب سيكون من أوائل المستفيدين من هذا الاتحاد، الذي سيسهم في تعزيز وحدة السوق العربية.
التهامي أشار إلى أن الدول القريبة جغرافيا، مثل تونس وليبيا والجزائر، ستكون من أوائل المستفيدين من هذا الاتحاد، حيث تواجه بعض الدول صعوبة في إيصال سلعها إلى الأسواق البعيدة. الخلافات السياسية وعدم احترام شروط المنافسة العادلة تبقى من أبرز المعيقات.