المغرب يوسع زراعة الأركان: تأهيل 246 ألف هكتار وغرس 10 آلاف إضافية

تسعى المملكة المغربية جاهدة لتنمية زراعة الأركان، إيماناً بدورها الحيوي في تحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة. أكدت لطيفة يعقوبي، المديرة العامة للوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، أن شجرة الأركان تمثل نموذجاً تنموياً فريداً يجمع بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية وحماية البيئة.
في حوار بمناسبة اليوم العالمي لشجرة الأركان في 10 ماي، أوضحت يعقوبي أن هذه الثروة المتوطنة في المغرب تلعب دوراً أساسياً في الحفاظ على النظام البيئي والتنمية المحلية. كما أشارت إلى التحديات التي تواجه إنتاج الأركان، واستعرضت الإجراءات اللازمة لضمان تنميتها المستدامة.
وفي إطار استراتيجيتي “الجيل الأخضر 2020-2030” و”غابات المغرب 2020-2030″، تم تأهيل أكثر من 246 ألف هكتار من الأركان التاريخي، وغرس 10 آلاف هكتار إضافي في جهات سوس-ماسة، مراكش-آسفي، وكلميم-واد نون. هذا التقدم يعكس التزام المغرب بالحفاظ على هذا التراث العالمي.
ويعتبر الأركان ركيزة أساسية للانتقال الإيكولوجي والاجتماعي في المغرب. التنمية المستدامة لهذه الشجرة يساهم في تحسين الظروف المعيشية للسكان المحليين.
تواجه سلسلة إنتاج الأركان تحديات كبيرة، أبرزها عدم انتظام التساقطات وفترات الجفاف التي تهدد توفر الماء. كما أن تعدد استخدامات الأراضي يزيد من تآكل الموارد الطبيعية.
للتغلب على هذه التحديات، يجب الإسراع في تعزيز البنية التحتية للسقي وبرامج إعادة تغذية الفرشات المائية. التغيرات المناخية تتطلب حلولاً مبتكرة للحفاظ على استدامة هذا النظام البيئي.
حيث تعتبر منظومة الأركان “درعاً بيئياً” يحافظ على التنوع البيولوجي ويحمي التربة من التعرية. كما يساهم في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. بالإضافة إلى ذلك، يوفر الأركان فرص عمل لأربعة ملايين شخص، معظمهم من النساء في التعاونيات.
الأركان ليس مجرد شجرة، بل هو عقد اجتماعي بين الطبيعة والأجيال. المرأة القروية تستفيد بشكل كبير من فرص العمل التي يوفرها هذا القطاع.
لتعزيز زراعة الأركان المستدامة، يجب توسيع الزراعة نحو الأراضي الجماعية، وتقوية البحث والتطوير لتحسين الأصناف المقاومة، وترشيد استعمال الماء. كما يجب تعبئة التمويلات الدولية لدعم صغار المنتجين.
مستقبل الأركان يعتمد على تطوير التعاونيات وتأهيل الشباب لمهن هذه السلسلة. يجب تقوية التنافسية والتكوين التقني لضمان استمرارية هذا التراث الحي.
في الختام، تقدم منظومة الأركان المغربية نموذجاً فريداً يجمع بين الربحية الاقتصادية والتنمية المستدامة والحفاظ على البيئة. توسيع هذه الدينامية يتطلب تضافر جهود الجميع لجعل كل مواطن سفيراً لهذا التراث.