مجتمع

كاير: ورش الدولة الاجتماعية أحدث تحولا نوعيا في السياسات الاجتماعية بالمغرب

أكد عثمان كاير، رئيس المرصد الوطني للتنمية البشرية، أن ورش الدولة الاجتماعية يمثل تحولًا جذريًا في طريقة تدبير الشأن العام بالمغرب. هذا التحول يدمج القضايا الاجتماعية في صلب السياسات العامة، متجاوزًا منطق الانتظارية بسياسات استباقية وإرادية. كما يعيد ترتيب الأولويات الوطنية ضمن هيكلة مؤسساتية جديدة.

كاير أوضح أن نجاح هذا المشروع يتطلب تعبئة جماعية واسعة ومواكبة تواصلية ومجتمعية فعالة. وأضاف أن ورش الدولة الاجتماعية، كما أرساه الملك محمد السادس، يمثل نقلة نوعية من التدبير القطاعي إلى سياسة عامة شاملة وموجهة.

خلال ندوة وطنية بكلية الحقوق السويسي، صرح كاير بأن هذا الورش يعيد تعريف علاقة الدولة بالمواطن، ويحدد السياسات العامة وفق رؤية واضحة يقودها الملك محمد السادس. وأشار إلى أن هذا التحول يمثل تقاطعًا بين دستور 2011 ومفاهيم التدبير الاستراتيجي، مما يجعل الدولة الاجتماعية الوجه الآخر للدولة الاستراتيجية.

كاير أكد على نهاية مرحلة الانتظارية التي كانت تؤجل الشأن الاجتماعي، مشددًا على الطابع الإرادي للورش الملكي. هذا الورش يتجاوز المقاربات التقليدية ويتطلب تنسيقًا وتواصلًا مكثفين.

وشدد على أن الاعتمادات المالية ليست العامل الوحيد لنجاح المشروع، بل الأهم هو إعادة ترتيب الأولويات الوطنية، وتحولات السياسات العمومية، والالتزام الملكي. وأبرز كاير الحاجة إلى تملك مجتمعي واسع لهذا المشروع، من خلال تواصل فعال وإشراك الشركاء الاجتماعيين والاقتصاديين.

الدولة الاجتماعية تؤسس لعقد اجتماعي جديد قوامه المواطنة الاجتماعية، والجامعة مدعوة لتقييم السياسات وقياس النجاعة وتأطير الحوار العمومي. مفهوم الدولة الاجتماعية يتطلب فهما عميقا من جميع الأطراف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى