بنعلي: يجب وقف تضليل الرأي العام حول دعم الفلاح

دعا رشيد بنعلي، رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية “كومادير”، إلى التوقف عن الضغط على الفلاحين، خاصة الصغار والمتوسطين. هؤلاء الفلاحون يتحملون أعباء ثقيلة بسبب الجفاف وارتفاع الأسعار وتقلبات الأسواق، بالإضافة إلى ديون القروض البنكية.
وأكد بنعلي أن تحميل الفلاح المغربي مسؤولية اختلالات خارجة عن إرادته، مثل تعدد الوسطاء والمضاربين، لا يخدم القطاع الفلاحي ولا يعزز الأمن الغذائي. الأمن الغذائي مهم جدا للمغرب.
خلال ندوة صحفية بسلا حول “التحديات الكبرى للقطاع الفلاحي بالمغرب: الرهانات والإكراهات والآفاق”، طالب بنعلي بالتركيز على تنظيم قنوات التوزيع والتسويق. الهدف هو تقليل عدد الوسطاء والمضاربين وتعزيز مسالك التوزيع القصيرة، مما يضمن قيمة مضافة أفضل للمنتجات الفلاحية.
ودعا إلى التوقف عن تقديم تحاليل ومعطيات مغلوطة، مشيراً إلى أن ترويج قراءات غير دقيقة أو جزئية يُحمّل القطاع الفلاحي مسؤوليات لا أساس لها من الصحة. يجب الاستناد إلى معطيات علمية دقيقة ومقاربات واقعية ومنصفة.
وشدد بنعلي على ضرورة تصحيح المعطيات المغلوطة المتداولة حول مواضيع حساسة تمس صورة القطاع الفلاحي. وأوضح أن الدعم المالي العمومي، رغم أهميته، لا يغطي سوى جزء محدود من التكاليف الحقيقية التي يتحملها الفلاحون، خاصة في ظل الأزمات المتعاقبة.
وأشار إلى أن توزيع الدعم يتم وفق معايير واضحة ويخضع لمراقبة المؤسسات المختصة، ويستفيد منه مختلف الفاعلين بحسب طبيعة أنشطتهم وحجم استثماراتهم. وأكد أنه يجب التعامل مع الفلاحة كأولوية استراتيجية وطنية، على قدم المساواة مع قطاعات حيوية مثل الصحة والدفاع.
وأوضح بنعلي أن الدعم العمومي الموجه للفلاحين المغاربة يبقى محدودا مقارنة بدول أخرى مثل فرنسا. دعم الفلاحين ضروري لتطوير القطاع.
كما دعا إلى التوقف عن إصدار أحكام مغلوطة بخصوص استهلاك أو تصدير الماء، ورفض اختزال النقاش حول صادرات المنتجات الفلاحية في خطاب “تصدير الماء”. وأبرز أن هذا الخطاب يتجاهل حقيقة أن “الماء غير المباشر” الذي يتم استيراده عبر واردات الحبوب والزيوت يفوق بكثير كمية الماء المستعملة لإنتاج الصادرات الفلاحية.
وشدد بنعلي على أن القطاع الفلاحي يعاني من تحديات متعددة، مثل العجز المائي وارتفاع أسعار عوامل الإنتاج وصعوبات الولوج إلى التمويل وتقلب الأسواق. هذه الإكراهات تُشكل عائقاً حقيقياً أمام استمرارية الأنشطة الفلاحية وتهدد التوازنات الاقتصادية والاجتماعية في الوسط القروي.
وأشاد بنعلي بالتدابير التي اتخذتها الحكومة للتخفيف من آثار العجز المائي، وثمن القرار الملكي بعدم القيام بشعيرة الذبح في عيد الأضحى لهذه السنة، وتوجيهات الملك لدعم مربي الماشية وتحسين أوضاعهم.
وتحدث عن الحاجة الملحة إلى رؤية واضحة بشأن مياه السقي، مشيرا إلى أن الفلاح لا يزال يواجه تحديات كبرى تؤثر على ربحية القطاع وقدرته التنافسية. مياه السقي تحد كبير يواجه الفلاحة المغربية.
وأكد ضرورة استفادة الفلاحة من 80 في المئة على الأقل من احتياجات السقي، مع تفعيل التنسيق والانسجام بين السياسة المائية والسياسة الفلاحية.
وشدد على أن تحقيق عدالة مائية وتدبير مندمج ومنصف للموارد المائية أصبح ضرورة ملحة لضمان تزويد السوق الوطني بالمنتوجات الفلاحية والمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي.