عيد الأضحى يحل على قطاع غزة في ظروف مأساوية

“بأية حال عدت يا عيد!”.. هذا هو لسان حال أطفال غزة يستقبلون عيد الأضحى، الذي يحل يوم الجمعة، بظروف مأساوية، المجاعة تفتك بهم، والإبادة الجماعية مستمرة منذ أشهر.
عيد الأضحى هذا، الذي يوافق 6 يونيو، هو العيد الرابع الذي يمر على الفلسطينيين وسط هذه الظروف القاسية. أكثر من 179 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء. آلاف المفقودين، ومئات الآلاف من النازحين. أخبار غزة تتحدث عن مجاعة تقتل الأطفال.
الأطفال ينامون جياعًا. لا يجدون كسرة خبز. الحرب حرمتهم من أحبائهم، يعيشون في خوف دائم من القصف الإسرائيلي. فقدوا منازلهم، وملابس العيد، وفرحة العيد.
يعيشون في خيام مهترئة، تتسلل إليها الحشرات. الحرب سرقت طفولتهم، وحرمتهم من التعليم والأمن واللعب، يتحملون مسؤوليات أكبر من أعمارهم. ينتظرون في طوابير للحصول على الطعام والماء.
ريتاج شامية، 11 عامًا، تقول إنها فقدت الإحساس بفرحة العيد. “لا أشعر بالعيد، لا يوجد لدينا ملابس جديدة ولا نقود.” أشكال الأطفال تغيرت بسبب الحرب ونقص الماء.
فرح مقبل، 16 عامًا، نزحت من جباليا. تقول إن الحياة ازدادت صعوبة بسبب الإبادة، العيد قبل الحرب كان مليئًا بالفرح. اليوم، لا يشعر الأطفال بالبهجة.
“كنا في الأعياد السابقة نزور عائلة جدي. اليوم جميعهم استشهدوا. فمن سنزور؟” العيد مليء بالدماء والخوف. ننام على قصف وشهداء ودم. نستيقظ على ذات الأخبار.
تتمنى فرح أن يحل العيد القادم مع وقف إطلاق النار. تطالب الأمة العربية بالوقوف إلى جانب الفلسطينيين.
عادل مقبل يقول إن الحرب سرقت أكثر من عام ونصف من عمره، لا يشعر باقتراب العيد. يفتقد الفرحة العامة والملابس الجديدة. يعيش في حزن وخوف دائمين. “أنام وأنا خائف.”
يقضي يومه جائعًا. لا يجد الطعام. ينام وهو جائع. إسرائيل تدفع الفلسطينيين نحو المجاعة، بإغلاقها المعابر أمام المساعدات.
مايكل فخري، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء، يقول إن إسرائيل أوصلت غزة إلى “أخطر مراحل التجويع”. يحذر من أن آثار التجويع ستستمر لأجيال. يؤكد أن ما يحدث هو “إبادة جماعية وتجويع وجريمة ضد الإنسانية”.
الحرب سرقت حقوق الأطفال البسيطة، حرموا من الذهاب إلى المدارس والتعلم والقراءة. يطالب عادل بوقف الحرب وإدخال المساعدات. يناشد الأمة العربية بالوقوف إلى جانبهم.
يشربون مياه مالحة، منذ 7 أكتوبر 2023، توفى 60 طفلا فلسطينيا نتيجة سوء التغذية.
عادل يتحمل مسؤوليات كبيرة، يذهب للحصول على الماء وإيصاله إلى عائلته، يذهب إلى تكايا توزيع الطعام المجاني، يحلم بأن يصبح طبيبا ليعالج الجرحى. أطفال فلسطين يعانون.
يحل العيد على غزة في وقت يكافح فيه المواطنون لتأمين الحد الأدنى من وسائل البقاء، قصف متواصل ودمار واسع وانعدام مصادر الدخل وغياب المساعدات.
منذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل إبادة جماعية بغزة، قتل وتجويع وتدمير وتهجير قسري، تتجاهل النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية.