من المطالبة بالتحقيق في وفاة والده إلى نهاية مأساوية

شهدت جماعة أولاد يوسف بإقليم بني ملال، في الساعات الأولى من صباح يوم السبت 11 يوليوز 2025، حادثًا مأساويًا إثر سقوط شخص أربعيني من أعلى خزان مائي، بعد أكثر من 20 يومًا من الاعتصام، احتجاجًا على ظروف وفاة والده بعد إحالته على التقاعد، والتي وصفها بـ”الغامضة”.
ووفق مصادر محلية، فقد تدخلت فرقة متخصصة من الدرك الملكي لمحاولة إنهاء الاعتصام بشكل سلمي، لكن العملية تحولت إلى مأساة بعد أن أقدم المعتصم على لف حبل حول عنقه، ثم تراجع بشكل مفاجئ، مما أدى إلى انزلاقه وسقوطه. وأظهرت مقاطع فيديو متداولة لحظة تعليقه بالحبل، قبل أن يقوم أحد عناصر الدرك بقطع الحبل في محاولة لإنقاذه، ليسقط أرضًا رغم وجود سرير هوائي أسفل الخزان، حيث نُقل في حالة حرجة إلى قسم العناية المركزة بالمركز الاستشفائي الجهوي ببني ملال.
وكان الشخص المعتصم قد أقدم قبل ذلك بساعات على الاعتداء العنيف على عنصر من الوقاية المدنية، بعد أن تظاهر بالإغماء عليه، ليصعد المسعف إلى أعلى الخزان لمحاولة إنقاذه. غير أن المعتصم وجه له ضربات قوية واحتجزه لأكثر من ثلاث ساعات، قبل أن يرميه من أعلى الخزان، في مشهد صادم أثار استياءً واسعًا في صفوف الساكنة.
الحادثة خلفت موجة غضب عارمة، خصوصًا أن الضحية الذي تم الاعتداء عليه كان بصدد أداء مهمة إنسانية لمحاولة إنقاذ المعتصم. فيما لا تزال السلطات المعنية مطالبة بتقديم توضيحات رسمية حول تطورات الوضع الصحي للمصابَين، وحيثيات هذا الحادث المقلق.
وتبقى الحادثة من أبرز النماذج التي تُعيد إلى الواجهة ضرورة اعتماد مقاربات اجتماعية ونفسية استباقية للتعامل مع حالات الاحتجاج القصوى، تفاديًا لانزلاقات قد تنتهي بنتائج مأساوية كما حدث في خزان أولاد يوسف.