اقتصاد

الصناعة التقليدية قوة اقتصادية حقيقية.. ودار الصانع تطلق برامج جديدة لدعم الحرفيين

دعا لحسن السعدي، كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، إلى تعزيز التنسيق وتوحيد الجهود من أجل مواصلة دعم الصناعة التقليدية المغربية وتوسيع دائرة الاستفادة، خاصة في المناطق القروية. جاء ذلك خلال اجتماع مجلس إدارة مؤسسة دار الصانع، المنعقد اليوم الجمعة، بحضور ممثلي الوزارات والمؤسسات العمومية والشركاء المؤسساتيين.

أكد السعدي على أهمية دار الصانع كمؤسسة محورية لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية، خاصة من حيث تسويق المنتوجات وتثمين الموروث الثقافي المغربي، والانفتاح على شراكات وطنية ودولية جديدة. وأشاد بالدور الحيوي الذي تضطلع به المؤسسة من خلال إنتاج معلومات استراتيجية موجهة للفاعلين، وتنظيم دراسات قطاعية وتقارير تحليلية، إلى جانب برامج المواكبة التي تهم تطوير القدرات التقنية والتجارية والرقمية للصناع التقليديين.

وأكد كاتب الدولة أن الصناعة التقليدية المغربية تمثل ركيزة من ركائز الهوية الثقافية للمملكة، وتجسد إبداعًا أصيلاً يعكس ثراء الجهات المغربية وحرفًا توارثها الحرفيون جيلاً بعد جيل، مما يمنح المغرب تميزًا دوليًا في هذا المجال.

وصادق المجلس خلال الاجتماع على إطلاق النسخة الثانية من البرامج الوطنية للمواكبة، والتي تعتمد على مقاربة شخصية تستهدف الصناع التقليديين المتميزين، وتشمل التكوين، والتسويق، والتوسيم، والتحول الرقمي، إلى جانب دعم الوحدات التصديرية في إطار ميثاق التجارة الخارجية للفترة ما بين 2025 و2027، وكذا الفاعلين في مجال التجميع.

كما تمت المصادقة على الدليل الجديد للإجراءات والمساطر داخل دار الصانع، بهدف تحسين الشفافية وتعزيز النجاعة والحكامة الجيدة، في إطار تحديث مستمر لمهام المؤسسة.

وشهد عام 2025 حضورًا قويا للصناعة التقليدية المغربية في عدد من المعارض الدولية الكبرى، مثل “Salone del Mobile” في ميلانو، و“Foire de Paris”، و“Shoppe Object” في نيويورك، و“Index” في السعودية، و“Maison & Objet” في فرنسا. كما نُظّمت فعاليات مشتركة مع تمثيليات دبلوماسية مغربية في دول مثل الشيلي، بنما، موريتانيا، فرنسا وتشيكيا، بهدف الترويج للعرض المغربي.

وبخصوص تطوير الذكاء السوقي، أنتجت دار الصانع تقارير دقيقة حول سلاسل الإنتاج كالفخار، الزرابي، والحلي، مع التركيز على أسواق رئيسية مثل الولايات المتحدة، فرنسا، ألمانيا، وإسبانيا، وتم توفير هذه المعطيات للمهنيين ضمن برامج المواكبة.

وسجل المجلس بارتياح الارتفاع الملحوظ في صادرات الصناعة التقليدية المغربية، التي نمت بنسبة تفوق 11 في المئة حتى نهاية يونيو 2025 مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2024. وتصدرت الولايات المتحدة، فرنسا وتركيا قائمة الأسواق المستقبلة، في حين برزت منتجات الفخار، الزرابي، والحجر والملابس التقليدية كأهم المواد المصدَّرة.


 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى