تقرير صادم: تدهور الأراضي الرطبة في إفريقيا بوتيرة غير مسبوقة
كشف تقرير حديث عن تدهور خطير تشهده الأراضي الرطبة في إفريقيا، مما يجعلها المنطقة الأكثر تضررًا على مستوى العالم. يأتي هذا التدهور في وقت يعتمد فيه ملايين الأفارقة على هذه النظم البيئية الحيوية لتوفير الغذاء والماء، والحماية من الكوارث وتأثيرات تغير المناخ.
يشير تقرير “توقعات الأراضي الرطبة العالمية لعام 2025” الصادر عن اتفاقية (رامسار) إلى أن وضع الأراضي الرطبة في القارة الإفريقية عام 2024 كان الأسوأ مقارنة بمناطق أخرى كآسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية وأوقيانوسيا.
وأكد التقرير أن الأراضي الرطبة في جنوب إفريقيا “تتدهور بسرعة تفوق قدرتنا على استعادتها”، مشيراً إلى أن الضغوط المتزايدة تزيد من وتيرة التدهور، بشكل أسرع من جهود إعادة التأهيل.
حدد التقرير عدة عوامل رئيسية لتدهور الأراضي الرطبة في إفريقيا، مثل التوسع الحضري، والتطور الصناعي، ومشاريع البنية التحتية. هذا الاتجاه يتشابه مع ما يحدث في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.
كما أوضح التقرير أن الوضع الاقتصادي للدول يلعب دورًا حاسمًا في الحفاظ على الأراضي الرطبة. فالنظم البيئية في الدول الأقل نموًا هي الأكثر تضررًا، حيث يفوق عدد الأراضي الرطبة المتدهورة تلك التي في حالة جيدة.
وتغطي الأراضي الرطبة حاليًا ما بين 1425 و 1800 مليون هكتار على مستوى العالم، لكنها فقدت حوالي 411 مليون هكتار منذ عام 1970، وهو ما يمثل تراجعًا بنسبة 22% من مساحتها العالمية. يمكنكم الاطلاع على المزيد من التفاصيل حول التدهور البيئي وتأثيراته.
وبحسب التقرير، بلغت القيمة المتوسطة للخدمات البيئية التي توفرها الأراضي الرطبة في إفريقيا حوالي 825.7 مليار دولار بحلول عام 2023، مقارنة بـ 10.6 تريليونات دولار في آسيا، فيما تبلغ القيمة الإجمالية عالميًا حوالي 39 تريليون دولار. يجب العمل على حماية هذه الثروة، خاصة مع وجود مبادرات مثل مبادرة الحزام الأخضر الكبير التي تهدف إلى مكافحة التصحر.
إن الحفاظ على الأراضي الرطبة في إفريقيا يمثل تحديًا كبيرًا يتطلب تضافر الجهود على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.