84 مغربيًا يعبرون سباحة إلى سبتة المحتلة وسط ضباب كثيف

أكد التلفزيون الإسباني، السبت، أن ما لا يقل عن 54 طفلًا ونحو 30 بالغًا تمكنوا من عبور البحر سباحة من السواحل المغربية إلى مدينة سبتة المحتلة، متحدّين الأمواج والضباب الكثيف الذي غطى المنطقة. وأظهرت مشاهد بثتها قناة “آر تي في إي” الإسبانية تدخلات مكثفة لقوارب الحرس المدني التي أنقذت عدداً من السابحين، بينما تمكن آخرون من بلوغ الساحل بمفردهم.
المعطيات الأولية تشير إلى أن أغلب هؤلاء الأطفال من جنسية مغربية، وقد جرى نقلهم إلى مراكز إيواء مؤقتة داخل المدينة، في ظل مناشدات متكررة من السلطات المحلية للحكومة المركزية من أجل تقديم دعم عاجل لمواجهة الوضع. وقال خوان ريفاس، ممثل الحكومة في سبتة، للصحفيين: “لا تتركونا وحدنا. هذه مسألة وطنية ويجب التعامل معها على هذا الأساس”.
وتأتي هذه المحاولة في سياق موجة متكررة من الهجرة غير النظامية التي تستهدف ثغري سبتة ومليلية المحتلين، باعتبارهما المنفذين البريين الوحيدين للاتحاد الأوروبي نحو القارة الإفريقية. ويُرجّح أن المهاجرين استغلوا الظروف الجوية السيئة، خاصة الضباب الكثيف، للقيام بهذه المغامرة، على غرار ما حدث في 26 غشت، حين قالت الشرطة الإسبانية إن مئات المهاجرين حاولوا السباحة إلى سبتة مستغلين ظروفاً مشابهة.
ويُذكر أنه في مايو 2021، أثار عبور آلاف المهاجرين إلى سبتة، من بينهم قاصرون، جدلاً واسعًا، وظهرت حينها صور لصبي صغير يستخدم زجاجات بلاستيكية فارغة كعوامات للوصول إلى اليابسة.
وعادة ما تُعاد فئة الكبار من المهاجرين المغاربة الذين يتم توقيفهم فوراً إلى بلدهم، باستثناء القاصرين أو طالبي اللجوء. أما المهاجرون من جنسيات أخرى، فيتم إيواؤهم مؤقتاً داخل مراكز خاصة قبل إطلاق سراحهم بعد أيام.
ولا تزال مأساة مليلية في يونيو 2022 حاضرة في الأذهان، عندما لقي 23 شخصاً على الأقل مصرعهم خلال محاولة جماعية لاقتحام السياج الحدودي، ما زاد من حدة الانتقادات الموجهة للسياسات الحدودية الأوروبية وتعاملها مع المهاجرين الأفارقة.