صحة و جمالمجتمع

التهاب الكبد يهدد 400 ألف مغربي: أزمة غلاء الدواء تفاقم المعاناة

في اليوم العالمي لمكافحة التهاب الكبد، دقت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة ناقوس الخطر بسبب ارتفاع أسعار الأدوية. هذا الداء يهدد حياة قرابة 400 ألف مغربي مصابين بالتهاب الكبد الوبائي بنوعيه B أو C.

تبلغ تكلفة العلبة الواحدة من الدواء ما بين 5 آلاف و 6 آلاف درهم. وطالبت الشبكة بتشجيع الأدوية الجنيسة لخفض الأسعار وتسهيل الوصول إلى العلاج.

أصدرت الشبكة ورقة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التهاب الكبد الوبائي، الذي يصادف 28 يوليوز من كل عام. انتقدت الورقة محدودية الوصول إلى العلاج بسبب ارتفاع الأسعار، حيث تتراوح تكلفة العلاج الإجمالية لدورة تمتد لـ 12 أسبوعًا بين 13500 و 13647 درهمًا.

وذَكَّرت الورقة بأن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية تبذل جهودًا لمواجهة التهاب الكبد. تبنت المملكة استراتيجية وطنية للفترة 2022-2026 تهدف إلى تقليل الإصابات والوفيات بنسبة 50% بحلول عام 2026، وصولًا إلى القضاء التام على التهاب الكبد C بحلول عام 2030.

تؤكد البيانات الوطنية انخفاض عدد المصابين، حيث يقدر عدد الحاملين المزمنين لفيروس التهاب الكبد B بحوالي 245 ألف شخص، و 125 ألف شخص حاملين لفيروس التهاب الكبد C، أي ما مجموعه 379 ألف مصاب.

على الرغم من هذا التقدم، يواجه المغرب تحديات كبيرة. سعر الدواء الجنيس في مصر يبلغ 477 درهمًا للعلبة الواحدة، بعد تخفيضات كبيرة في أسعار أدوية “السوفالدي” و “الدكلاتسفير” التي ساهمت في خفض عدد المصابين والتوجه نحو القضاء على المرض سنة 2030.

تؤكد الشبكة على ضرورة تحديث الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التهاب الكبد بنوعيه B و C. يجب اتخاذ خطوات عاجلة لتحقيق هدف 2030، مع التركيز على تعزيز التطعيم، خاصة للأطفال حديثي الولادة ضد التهاب الكبد B، وتحسين التشخيص المبكر عبر حملات فحص مجانية، خاصة للفئات الأكثر عرضة. كما يجب خفض أسعار الأدوية عبر تفعيل سياسات التسعير المنصف وتشجيع إنتاج الأدوية الجنيسة محليًا وتنزيل المراسيم التنظيمية لتنفيذ صلاحيات الوكالة المغربية للأدوية والمنتجات الصحية.

الأطر الصحية من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بفيروسات الكبد B و C بسبب تعاملهم المتكرر مع الدم وسوائل الجسم. تنبه تقارير منظمة الصحة العالمية لعام 2023 إلى أن تقنيي المختبرات هم الأكثر عرضة (20% – 30%)، يليهم الممرضون والممرضات (10% – 25%) والقابلات (10% – 25%) والأطباء (5% – 15%).

تتعدد أسباب انتشار هذه الفيروسات بين العاملين الصحيين، بسبب نقص في توفير معدات الوقاية وإهمال إجراءات الوقاية والتعرض المهني المباشر عن طريق وخز الإبر أو الجروح الملوثة، وعدم استخدام وسائل الحماية الشخصية، وضعف نظافة اليدين وتعقيم الأسطح، وقلة الوعي بمخاطر العدوى، وعدم إلزامية التطعيم ضد التهاب الكبد B لجميع العاملين. يجب توفير الحماية للعاملين في القطاع الصحي.

هناك ضعف في الوعي بمخاطر العدوى وبروتوكولات التعرض المهني ونقص في توفير معدات الوقاية بالإضافة إلى ضغوط العمل وعدم كفاية التمويل والإشراف. تتطلب الوقاية من انتقال فيروسات الكبد بين العاملين الصحيين نهجًا شاملاً يبدأ بالتطعيم الإلزامي ضد التهاب الكبد مع الارتكاز على التطبيق الدقيق والمستمر لإجراءات مكافحة العدوى والاحتياطات المعيارية. بالإضافة إلى ذلك، يجب العمل على تحسين ظروف عملهم وتوفير الدعم اللازم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى