
قال المحلل السياسي عتيق السعيد في الذكرى السادسة والأربعين لاسترجاع إقليم وادي الذهب تُعد محطة تاريخية بارزة تجسّد عمق التلاحم بين العرش والشعب في إطار ملحمة الكفاح الوطني للدفاع عن وحدة الوطن وسيادته، مشيراً إلى أنها مناسبة وطنية لاستحضار التضحيات الجسام التي شهدها يوم 14 أغسطس 1979، من أجل تحقيق الوحدة الترابية واستكمال السيادة الوطنية.
ولفت السعيد في تصريحه إلى أن هذه الذكرى المجيدة تشهد اليوم على مسار حافل بالمكتسبات التنموية والاعترافات الدولية لصالح القضية الوطنية، التي حققتها الدبلوماسية الملكية الرشيدة، مؤكداً أن الأقاليم الجنوبية للمملكة شهدت نهضة تنموية كبرى، قادها جلالة الملك محمد السادس، تُوجت بإطلاق النموذج التنموي الخاص بهذه الأقاليم، الذي أحدث نقلة نوعية في مجالات إحداث الأوراش التنموية الكبرى.
وأوضح المحلل السياسي أن هذا النموذج التنموي أثمر مشاريع تُعد من الأضخم على الصعيد الإفريقي، من أبرزها ميناء الداخلة الأطلسي الكبير، إلى جانب سلسلة من المشاريع التنموية في مجالي البنية التحتية والتنمية البشرية، مشدداً على أن ذكرى استرجاع إقليم وادي الذهب تشكّل اليوم، في دلالاتها، امتداداً لمسار تنموي حافل بالإنجازات.
وفي السياق ذاته، أشار السعيد إلى أن الأقاليم الجنوبية للمملكة تشهد اليوم، بفضل الجهود الحثيثة لجلالة الملك، تحقيق نجاحات دبلوماسية متوالية حظيت بإشادة دولية واسعة، بحيث مكّن هذا المسار الدبلوماسي المتزن والمتبصر من توطيد علاقات استراتيجية مع عدد كبير من الدول، انخرطت بدورها في دينامية افتتاح قنصليات عامة لها بالأقاليم الجنوبية، تأكيداً لموقفها الداعم للوحدة الترابية للمملكة.
وأكد في حديثه أن هذه الخطوة تمثل تأكيدا واقعيا لانتصار دبلوماسية ناجعة وفعالة، انتقلت من مرحلة تحصين المكتسبات المرتبطة بالقضية الوطنية، إلى مرحلة جديدة تقوم على فرض واقع دبلوماسي متقدم، محوره اعتراف دولي متزايد بمشروعية مبادرة الحكم الذاتي، باعتبارها حلاً واقعيا وذا مصداقية ومستداماً لهذا النزاع المفتعل.
وتطرق السعيد إلى النجاحات المتتالية والاعترافات الدولية بعدالة القضية الوطنية التي دفعت إلى تحقيق مكاسب استراتيجية وانتصارات دبلوماسية، مشيرا إلى أن هذا النجاح تُرجم من خلال الارتفاع اللافت في عدد القنصليات التي تم افتتاحها في الأقاليم الجنوبية للمملكة، والذي يعكس الطلب المتزايد من عدد من الدول الإفريقية لافتتاح قنصليات تابعة لها في الأقاليم الجنوبية، وفقاً للقوانين المنظمة للعلاقات القنصلية.
ولفت المحلل السياسي الانتباه إلى أن هذا الطلب المتنامي يعبر عن إيمان واضح من هذه الدول بمغربية الصحراء واعتراف بكون هذه الأقاليم تتوفر على مقومات اقتصادية وتنموية تجعلها قطباً استراتيجياً للتنمية، وبوابة نحو التنمية القارية، مؤكداً أن هذا التطور يجسد النظرة المتقدمة للصحراء المغربية ويشكل في الوقت ذاته شهادة صريحة على الدعم للوحدة الترابية للمملكة.
وخلص السعيد إلى أن الاحتفاء بالذكرى المجيدة لاسترجاع إقليم وادي الذهب يأتي في سياق تطور تنموي ودبلوماسي تشهده الأقاليم الجنوبية، معتبراً أن هذا التطور يعكس النظرة المتقدمة للصحراء المغربية ويشكل إقراراً بواقع الأمن والاستقرار الذي تنعم به الأقاليم الجنوبية، مما يجعل من هذه الذكرى ليس مجرد استحضار للماضي، بل انطلاقة نحو مستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً.