مجتمع

الحكومة تطلق خطة استراتيجية لإعداد مخططات جهوية للإسكان

في خطوة مهمة نحو تطوير قطاع الإسكان، أعلنت الحكومة المغربية عن إطلاق خطة استراتيجية لإعداد مخططات جهوية للإسكان. هذه المبادرة تستهدف أربع جهات رئيسية: الدار البيضاء – سطات، بني ملال – خنيفرة، مراكش – آسفي، والرباط – سلا – القنيطرة، وتأتي في ظل النمو الحضري الذي يشهده المغرب.

الهدف من هذه المخططات هو مواكبة التحولات الديموغرافية، حيث ارتفعت نسبة سكان المدن بشكل ملحوظ. هذا الارتفاع يضع ضغطاً كبيراً على البنى التحتية والخدمات العمومية، مما يستدعي توفير سكن لائق يراعي احتياجات الأسر ويعزز العدالة المجالية. وقد شهد سوق العقارات في المغرب تغيرات كبيرة خلال السنوات الأخيرة، مما يجعل هذه المبادرة في غاية الأهمية.

وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة أعلنت عن طلب عروض دولي لإنجاز الدراسات الخاصة بهذه المخططات، بكلفة إجمالية تقدر بـ 9.5 مليون درهم. هذه الدراسات ستكون مرجعية أساسية لتوجيه السياسات العمومية وتحديد أولويات التدخل والاستثمار في المشاريع ذات الأولوية. وتستند هذه المبادرة إلى توصيات المجلس الوطني للإسكان، الذي دعا إلى تبني مقاربة جهوية في التخطيط العمراني.

وفقًا لدفتر التحملات، تعتمد الرؤية الحكومية على خطة عمل تمتد حتى عام 2035، وتشمل برامج عملية تراعي الخصوصيات الاقتصادية والديموغرافية والعمرانية لكل جهة. الخطة تركز على احتياجات السكان في الوسطين الحضري والقروي. الدراسات ستمر بثلاث مراحل رئيسية: وضع منهجية شاملة وجمع المعطيات، إجراء مسوح ميدانية دقيقة، وصياغة رؤية استراتيجية وخطة عمل مفصلة.

الوزارة أكدت أن هذه المخططات لن تقتصر على الجانب التقني، بل ستكون أداة للتخطيط الاستراتيجي لتحقيق توازن بين العرض والطلب في سوق السكن وضمان توزيع عادل ومتوازن للوحدات السكنية. المقاربة التشاركية ستكون أساسية، مع إشراك السلطات المحلية، الجماعات الترابية، المنعشين العقاريين، المهنيين، والفاعلين المدنيين، لضمان واقعية المخططات.

الهدف النهائي هو تعزيز التنمية المستدامة، دعم التنوع الاجتماعي، تقليص الفوارق المجالية، وتحسين جودة العيش للمواطنين. هذه الخطة تمثل خطوة هامة نحو تحقيق تنمية حضرية مستدامة في المغرب. كما تهدف إلى تلبية احتياجات الإسكان المتزايدة في مختلف الجهات. بالإضافة إلى ذلك، تسعى إلى تطوير السياسات العمومية في مجال الإسكان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى