يرى المحلل السياسي مصطفى اليحياوي، أستاذ الجغرافيا السياسية، أن الحركات الشبابية التي ظهرت مؤخرًا هي محاولة لتشكيل حركة شبابية مدينية تعبر عن مطالب اجتماعية وسياسية. هذه الحركة، التي ينتمي أغلبها إلى جيل Z، تنبع من الإحساس بتدهور الخدمات العمومية، خاصة في قطاع الصحة.
اليحياوي يوضح أن هذه المطالب تتقاطع أحياناً مع مطالب حركة 20 فبراير، التي طالبت بالعدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد. ورغم أن هذه المبادرة الشبابية لم تحظ بتعبئة شعبية كبيرة، إلا أنها عبرت عن إرادتها في الاحتجاج على السياسات الحكومية التي لا تلبي طموحات التنمية والخدمات الاجتماعية.
ويضيف اليحياوي أن وعي هؤلاء الشباب يتغذى من تفاعلهم مع الأحداث على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث يتحول الشعور بالظلم إلى رفض للصمت. هذا الوعي السياسي يظهر في تجربتهم التي تنتقل بين العالم الافتراضي والواقع، مما يمكنهم من المشاركة في الحياة العامة.
ويختم اليحياوي تحليله بالتأكيد على أن هذه المبادرة الشبابية، تمارس السياسة بطريقتها الخاصة، عبر ما أسماه “كفاية التعاطف” بدلاً من الإيديولوجيا، مما يعكس توجهًا إنسانيًا ينطلق من هموم اجتماعية وإنسانية. هذه الهموم تدفعهم إلى المشاركة السياسية بطرق غير تقليدية، مع التركيز على قضايا تهمهم بشكل مباشر.
