هل يقود الحيداوي الفريق نحو المجهول…؟ أولمبيك آسفي يعلن انفصاله عن المدرب أمين الكرمة

أثار إعلان نادي أولمبيك آسفي عن انفصاله بالتراضي مع المدرب الوطني أمين الكرمة موجة من الاستغراب وسط المتتبعين والجماهير، خاصة أن القرار جاء بعد موسم ناجح بكل المقاييس، تُوِّج خلاله الفريق بكأس العرش، في إنجاز تاريخي أعاد النادي إلى الواجهة الوطنية وأدخل الفرحة إلى قلوب المسفيويين.
البلاغ الرسمي للنادي أوضح أن الانفصال تم “في أجواء يسودها الاحترام والتقدير المتبادل”، غير أن طريقة وتوقيت القرار يثيران أكثر من علامة استفهام، خصوصاً أن الفريق يعيش استقراراً فنياً ونتائج إيجابية تحت قيادة الكرمة، الذي استطاع بناء مجموعة متجانسة وتحقيق توازن واضح بين الأداء والنتائج.
في المقابل، تُوجَّه أصابع الانتقاد إلى رئيس الفريق محمد الحيداوي، الذي يُحمّله عدد من أنصار النادي مسؤولية هذا القرار “غير المفهوم”. فحسب العديد من المتابعين، كان من الأجدر بالمكتب المسير دعم المدرب ومواصلة مشروعه التقني بدل إنهاء التعاقد في وقت يحتاج فيه الفريق إلى الثبات والاستمرارية، لا إلى تغييرات قد تعصف بما تحقق.
مصادر قريبة من النادي تشير إلى وجود خلافات في الرؤى بين الرئيس والمدرب حول تدبير المرحلة المقبلة، وخاصة في ما يتعلق بانتدابات الموسم الجديد وبعض الجوانب التنظيمية داخل النادي. وهي خلافات كان يمكن احتواؤها بالحوار بدل اللجوء إلى خيار الطلاق “الودي” الذي وصفه كثيرون بأنه قرار فوقي لا يخدم مصلحة الفريق.
جماهير أولمبيك آسفي عبّرت بدورها عن امتعاضها من الخطوة، معتبرة أن المكتب المسير، بقيادة الحيداوي، يُفرّط في أحد أبرز المدربين الذين مرّوا بالفريق في السنوات الأخيرة، بعد أن نجح في إعادة الروح إلى المجموعة وتحقيق إنجاز طال انتظاره.
ويخشى كثيرون اليوم أن يُدخل هذا القرار النادي في مرحلة جديدة من الارتباك، خصوصاً أن الحديث عن “الاستمرارية التقنية” في بلاغ النادي يبدو متناقضاً مع واقع انفصال مفاجئ عن مهندس أبرز إنجاز رياضي في تاريخ الفريق الحديث.
ويبقى السؤال المطروح بإلحاح في الشارع الرياضي بآسفي: هل كان الانفصال خياراً رياضياً منطقياً أم نتيجة حسابات شخصية داخل المكتب المسير؟
سؤال يظل مفتوحاً في انتظار أن يقدّم رئيس الفريق توضيحاته للرأي العام حول دوافع هذا القرار الذي قد يكلّف النادي غالياً.