سياسةمجتمع

إشادات بالتقدم في مسار إلغاء الإعدام

حظي التقدم الذي أحرزه المغرب في مسار إلغاء عقوبة الإعدام بإشادة واسعة من فاعلين حقوقيين وسياسيين، بما في ذلك سفير الاتحاد الأوروبي بالمغرب.

فقد أشادوا بالتصويت الذي جرى في دجنبر الماضي على المقرر الأممي بوقف تنفيذ الإعدام، والتعديلات ذات الصلة التي طالت قانون المسطرة الجنائية، مؤكدين على ضرورة مواصلة هذا الزخم نحو الإلغاء في التشريعات الوطنية.

جاء ذلك خلال ندوة صحافية نظمها المجلس الوطني لحقوق الإنسان والائتلاف المغربي ضد عقوبة الإعدام، بالتعاون مع جمعية معا ضد الإعدام ومجلس أوروبا وشركاء آخرين، بمناسبة اليوم العالمي الثالث والعشرين لمناهضة عقوبة الإعدام، تحت شعار “عقوبة الإعدام لا تحمي أحدا”.

وأكد ديميترتز انتشيف، سفير الاتحاد الأوروبي بالمغرب، على أن “القرار التاريخي” للمغرب بالتصويت لصالح قرار الأمم المتحدة بوقف عالمي لتنفيذ عقوبة الإعدام، هو “إشارة قوية حظيت بتقدير عالمي واسع، لكنها ليست سوى بداية”. وشدد على أن “النضال من أجل إلغاء عقوبة الإعدام يجب أن يستمر من خلال الإصلاح والتوعية والحوار”، مؤكدا دعم الاتحاد الأوروبي للمغرب في هذا المسار.

وأشار إلى أن اليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام يركز على “التصدي للفكرة الخاطئة التي تدفع بأن عقوبة الإعدام تجعل الأفراد والمجتمعات أكثر أمانا”. وأوضح أن “الحقائق الناقضة لهذا الطرح واضحة تماما؛ ففي الدول التي ألغت عقوبة الإعدام لم ترتفع معدلات الجريمة”.

وأضاف أن “الاستقرار والثقة في المؤسسات يتعززان عندما تتخلى المجتمعات عن القتل باسم العدالة”. مثال على ذلك رواندا، التي ألغت عقوبة الإعدام سنة 2007، حيث “استطاع المجتمع الرواندي أن يعيد بناء الثقة ويُعزز دولة القانون ويُرسّخ المصالحة الوطنية”.

من جانبه، أكد رفائيل شنو هازان، مدير جمعية جميعا ضد عقوبة الإعدام، أن “الطريق الذي قطعه المغرب في مساره نحو إلغاء عقوبة الإعدام طويل واستثنائي وغير قابل للتراجع عنه”. وأشار إلى “تعديل المغرب لقانون المسطرة الجنائية الذي أصبح يشترط إجماع القضاة الثلاثة لإصدار حكم بالإعدام”، مشددا على أن “البلاد تتقدم في مسارها نحو إلغاء هذه الممارسة العقابية”.

وأشار إلى أن “أقلية صغيرة جدا من الدول لا تزال تواصل يوميا تنفيذ الإعدامات”، وأن “كل هذه الأساليب الهمجية نجدها اليوم في إيران، حيث تم تنفيذ أكثر من ألف عملية إعدام في عام 2025، رغم أن السنة لم تنتهِ بعد”. كذلك توجد “في أمريكا في عهد ترامب، حيث ارتفع عدد الإعدامات في كل مكان”.

وأكدت أوريلي بلاسي، المديرة التنفيذية للائتلاف العالمي ضد عقوبة الإعدام، أن “اليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام، يركز هذه السنة، على مكافحة الفكرة الخاطئة التي ترى في هذه العقوبة وسيلة لجعل الأفراد والمجتمعات أكثر أمانا”. وشجعت المملكة على “مواصلة هذا الزخم، والمضي نحو إلغاء عقوبة الإعدام في التشريعات الوطنية، والمصادقة على البروتوكول الاختياري الثاني الملحق بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية”. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى