جنات، موسى وأيوب.. ثلاثة شبان مغاربة في عداد المفقودين أثناء محاولتهم عبور البحر إلى سبتة
تعيش ثلاث عائلات مغربية أيامًا عصيبة بعد اختفاء أبنائها في عرض البحر، أثناء محاولتهم العبور سباحة من السواحل المغربية نحو مدينة سبتة المحتلة، في حوادث مأساوية تعكس حجم اليأس والمخاطر التي يواجهها الشباب في سبيل الوصول إلى الضفة الأخرى مهما كانت التكلفة.
من بين هؤلاء، جنات أولاد مونة، فتاة في السادسة عشرة من عمرها تنحدر من مدينة تطوان، غادرت بيتها منذ الأربعاء الماضي بعدما قررت خوض مغامرة العبور إلى سبتة سباحة، مثل كثير من الفتيات اللواتي جذبتهن أحلام الهجرة رغم ما يكتنفها من خطر. ومنذ ذلك اليوم، لم تتلقَّ عائلتها أي اتصال منها، لتعيش الأم والأب بين الخوف والأمل، في انتظار خبر قد يبدّد الغموض أو يضاعف الألم. وتشير جمعيات محلية إلى تزايد محاولات الفتيات القاصرات عبور البحر نحو سبتة، في رحلات محفوفة بالموت والعجز والاختفاء.
أما موسى الغازي، الشاب النحيف ذو الشعر الأسود المجعد، فقد اختفى قبل ثلاثة أيام بعد أن أخبر عائلته بنيته عبور البحر سباحة نحو المدينة المحتلة. ورغم الجهود التي بذلها والده وأقاربه في البحث على طول السواحل الشمالية، لم يظهر له أي أثر. وتقول أسرته إن موسى سبق أن حاول العبور أكثر من مرة، لكن المرة الأخيرة كانت الأخطر، وقد لا تكون له عودة.
قصة ثالثة لا تقل وجعًا تهم الشاب أيوب، الذي غادر من سواحل الفنيدق في الثالث من أكتوبر الجاري متجهًا إلى سبتة سباحة، ومنذ ذلك التاريخ انقطعت أخباره تمامًا. عائلته لا تزال تتشبث بخيط رفيع من الأمل، ناشدة كل من قد يكون شاهده أو يملك أي معلومة عنه أن يتواصل عبر الرقم الذي وضعته الأسرة: 0636634034.
تتكرر هذه القصص على امتداد السواحل المغربية، وتتشابه تفاصيلها المؤلمة، فيما يبقى البحر شاهدًا صامتًا على أحلام تغرق كل يوم، وعلى شباب يهربون من واقع ضيق نحو مصير مجهول لا يرحم.







