خطبة الجمعة: من واجب الجميع محاربة الفساد بكل ألوانه وأشكاله
اختار المجلس العلمي الأعلى، في إطار خطة التسديد، أن تكون خطبة الجمعة لهذا اليوم، حول موضوع “وجوب تجنب الإفساد في الأرض”، مذكرا بخطورة الفساد بمختلف أشكاله على حياة الناس واستقرارهم.
وجاء في الخطبة الأولى، المعنونة بتحريم الفساد في الأرض وألوانه، أن الآيات تنهى عن الفساد بعد أن أصلح الله الأرض ومهدها لتكون صالحة لحياة الناس وتحقيق مصالحهم، مشيرة إلى أن ما يطرأ من فساد إنما هو نتيجة ما كسبت أيدي البشر.
وتعدد الخطبة صور الفساد، من الاعتداء على الناس وسفك دمائهم، إلى نقض العهود، وأكل أموالهم بالباطل عبر الغش والتطفيف في الكيل والميزان، معتبرة أن محاربة الفساد ودفع المفاسد واجب على الجميع، كل حسب موقعه ومسؤوليته.
وأكدت الخطبة أن الفساد في الأرض يشمل كل المخالفات الشرعية والقانونية التي تؤدي إلى الخلل وعدم الاستقرار في حياة الناس، لافتة إلى أن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، في إشارة إلى دور السلطة والأنظمة في ردع المفاسد وحماية الصالح العام.
وتوقفت الخطبة عند مظاهر الإفساد البيئي التي باتت تشغل الإنسانية اليوم، من تلوث الهواء والماء، وقطع الأشجار، والاعتداء على الحيوانات، مشيرة إلى أن الإسلام سبق إلى التحذير من هذه الممارسات، ودعا إلى غرس الأشجار وطهارة الأبدان والأمكنة.
وأكدت على أن محاربة الفساد البيئي لا تنفصل عن محاربة الفساد في سلوك الإنسان، لأن صلاح الأرض – كما تقول الخطبة – لا يتحقق إلا بصلاح من يعمرها.






