فصل جديد في “نفق الحشيش” بين الفنيدق وسبتة المحتلة بعد اعتقالات إضافية
تواصل المحكمة الوطنية الإسبانية توسيع دائرة التحقيقات في ملف “هادس” المتعلق باكتشاف نفق سري لتهريب المخدرات داخل مستودع بمنطقة التاراخال في سبتة المحتلة، والذي كان يُستغل للربط بين المدينة المحتلة والأراضي المغربية خلال فترة الجائحة.
وخلال الأيام الأخيرة، أفادت مصادر قضائية بأن القضاء الإسباني فتح شعبة تحقيق مستقلة عن الملف الأصلي، أسفرت عن توقيف عنصر سابق في الحرس المدني كان يعمل سابقاً في سبتة، وتم وضعه رهن الاعتقال الاحتياطي إلى حين استكمال الأبحاث.
تحقيق موازٍ بسرية تامة
وتجري هذه “القطعة المنفصلة” بسرية كبيرة، وبشكل مستقل عن التحقيق الرئيسي الذي تشرف عليه الشؤون الداخلية للحرس المدني، بمشاركة وحدة الجرائم المنظمة (UCO) ومركز تحليل الاستخبارات ضد المخدرات (CRAIN). وتشير المعطيات المتوفرة إلى أن الاعتقال الحالي هو الوحيد المؤكد، دون استبعاد اعتقالات جديدة في قادم الأيام.
شبكتان متورطتان وتسهيلات من داخل الجهاز الأمني
الملف الأصلي، الذي تفجر مطلع سنة 2024، كشف وجود شبكتين لتهريب المخدرات استفادتا من تواطؤ عناصر من الحرس المدني، ما سهّل مرور شاحنات محملة بالمخدرات عبر موانئ سبتة والجزيرة الخضراء.
إحدى الشبكات استخدمت النفق السري المكتشف، بينما اعتمدت الأخرى على تمرير الشحنات عبر المعبر الحدودي بشكل مباشر.
جذور التحقيق تعود إلى 2023
ويرجع بدء التحقيق إلى يوليوز 2023، حين توصلت الشؤون الداخلية بمعلومات حول شبكة تستعمل سيارات وشاحنات نصف مقطورة، وتحظى بحماية داخلية من عناصر أمنية تمدها بمعلومات حول التفتيش ونقاط المراقبة.
وجاء اكتشاف النفق السري في فبراير 2024 بعد توقيف سائق شاحنة من سبتة داخل التراب الإسباني، ما ساهم في توسيع نطاق الأبحاث.
خيوط تمتد نحو المغرب
وتشير تقارير الشؤون الداخلية والـCRAIN إلى وجود تنظيم إجرامي متكامل يمتد نشاطه إلى المغرب، ويشتغل عبر خلايا موزعة بين سبتة والجزيرة الخضراء ومستودعات تستعمل في عمليات التهريب عبر النفق المكتشف.
وتقدمت النيابة المتخصصة في مكافحة المخدرات بشكاية رسمية، معتبرة أن الملف يحمل شبهة الارتباط بجرائم الاتجار الدولي بالمخدرات، والانتماء إلى منظمة إجرامية، والارتشاء، وتسريب أسرار مهنية.






