الزمن والظروف: تحديات جديدة تواجه منكوبي الزلزال بين انتظار الإعمار وواقع مُربك

تستمر معاناة ضحايا زلزال الحوز رغم مرور أكثر من سنة على الكارثة، حيث تفاقمت الأوضاع مؤخرًا بفعل التقلبات الجوية. الرياح العاتية التي شهدتها المنطقة اقتلعت العديد من الخيام، مما زاد من صعوبة العيش للمتضررين الذين يواجهون شتاءً ثانيًا في ظروف غير إنسانية، وسط مطالب متزايدة لوزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، بالتدخل العاجل لمعالجة الاختلالات التي أعاقت عمليات إعادة الإعمار وإيواء المتضررين.
في هذا السياق، وجهت فاطمة التامني، النائبة البرلمانية عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، سؤالاً كتابيًا لوزير الداخلية دعت فيه إلى توضيح التدابير المتخذة لتخفيف معاناة الأسر المتضررة، خصوصًا مع التقلبات الجوية الأخيرة. كما طالبت بفتح تحقيق شامل حول شكاوى النصب التي تعرض لها بعض المتضررين على يد مقاولين، مؤكدة على ضرورة مراقبة عمل هؤلاء لضمان جودة البناء.
تعيش الأسر المتضررة أوضاعًا مأساوية في خيام وحاويات مؤقتة لا توفر الحماية الكافية ضد الأمطار والرياح، وهو ما زاد من معاناتهم مع حلول فصل الشتاء. بعض الأسر تعرضت لعمليات نصب من طرف مقاولين أخذوا دفعات مالية مقدمة دون إتمام الأعمال المطلوبة، مما أدى إلى تفاقم مآسي هذه العائلات التي كانت تأمل في إعادة بناء منازلها.
وأوضحت التامني أن التقلبات الجوية الأخيرة أثرت بشدة على المناطق المتضررة، حيث تعرضت الخيام وحجرات البناء المؤقتة لأضرار جسيمة، ما يستدعي تحركًا فوريًا لضمان توفير مساكن لائقة للمتضررين بدل التركيز على أعمال غير جوهرية، مثل صباغة المنازل غير المكتملة.
من جهتها، أشارت عائشة الكوط، النائبة البرلمانية عن المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، إلى تعرض مجموعة من الأسر لعمليات نصب من طرف مقاولين زُكوا من قبل بعض رجال السلطة المحلية. وأوضحت أن هؤلاء المتضررين دفعوا دفعات مالية من الدعم الذي حصلوا عليه لإعادة بناء منازلهم، لكنهم لم يحصلوا على الخدمة المطلوبة، مما زاد من إحباطهم وتفاقم معاناتهم.
وأفاد عمر أربيب، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في مراكش المنارة، بأن الرياح العاتية التي شهدتها الأيام الأخيرة ألحقت أضرارًا جسيمة بخيام وحجرات البناء المفكك في عدة دواوير بإقليم الحوز. وأضاف أن هذا النوع من البناء المؤقت الذي اعتمد منذ شتنبر 2023 كان غير ملائم للمنطقة الجبلية وظروفها المناخية القاسية، خاصة في فصل الشتاء.
في ظل هذه الأوضاع، تزداد المطالب بتدخل فوري وحاسم من السلطات لضمان حقوق المتضررين وتسريع عمليات إعادة الإعمار، مع التشديد على ضرورة محاسبة المتورطين في عمليات النصب وضمان جودة البناء في المناطق المتضررة.