اقتراب الدخول المدرسي يدفع الأسر المغربية نحو القروض الاستهلاكية

مع اقتراب الدخول المدرسي، ترتفع الضغوط المالية على الأسر المغربية، خاصة الطبقة المتوسطة، بسبب تكاليف اللوازم والكتب ورسوم التسجيل. هذه المصاريف المتراكمة تدفع العديد من العائلات إلى اللجوء إلى القروض الاستهلاكية لتغطية احتياجاتها الأساسية.
تكاليف تثقل كاهل الطبقة المتوسطة
يؤكد باحثون في الاقتصاد أن القدرة الشرائية للأسر، خصوصا المتوسطة، تتآكل بشكل مستمر مع ارتفاع تكاليف التعليم والسكن والخدمات الأساسية. وفي هذا السياق، أوضح الباحث رشيد ساري أن التضامن العائلي الذي كان يخفف الأعباء بدأ يتراجع، مما جعل العائلات تواجه مصاريف ثقيلة بمفردها.
وأشار ساري إلى أن الأسر التي تدرس أبناءها في التعليم الخصوصي تتحمل نفقات قد تصل إلى 12 ألف درهم شهريا، ما يدفع الكثير منها إلى الاستغناء عن السفر أو اللجوء إلى القروض الاستهلاكية بفوائد مرتفعة قد تصل إلى 30 في المائة.
ارتفاع معدلات الاقتراض
بيانات المندوبية السامية للتخطيط تكشف أن نصف مداخيل الطبقة المتوسطة تستنزفها الأقساط البنكية. وفي المقابل، لا تتجاوز نسبة الأسر التي تنجح في الادخار 2,1 في المائة، فيما تؤكد 90,2 في المائة عجزها عن توفير مدخرات، وهو ما يدفعها للاعتماد على القروض أو الاستدانة من العائلة.
ضغط إضافي مع الدخول المدرسي
الباحث الاقتصادي محمد جدري شدد على أن نهاية العطلة الصيفية وبداية الموسم الدراسي تزيد الوضع تعقيدا، بسبب تكاليف الملابس واللوازم المدرسية. وأوضح أن السلوك الاستهلاكي للأسر المغربية تغيّر، حيث يسعى الكثير منها لتلبية حاجيات متنوعة تفوق قدراتها المالية.
وأضاف أن بعض المؤشرات الإيجابية، مثل استقرار أسعار الطاقة والزيادات الأخيرة في الأجور، قد تخفف نسبيا من العبء. لكن استمرار اعتماد الأسر على القروض الاستهلاكية لتغطية حاجياتها الأساسية يبقى مؤشرا سلبيا يهدد الاستقرار المالي للأسر والاقتصاد المغربي.