جمعية عدالة تنعي رحيل الدكتور عبد العزيز النويضي

على إثر الفقد الجلل الذي فاجأ نساء ورجال القانون وحقوق الإنسان وعموم المواطنات والمواطنين ذي الصلة بموت المناضل الأصيل الدكتور عبد العزيز النويضي، أصدرت “جمعية عدالة من أجل الحق في محاكمة عادلة” بلاغ تعزية في حق الراحل، هذا نصه:
تلقت جمعية عدالة من أجل الحق في محاكمة عادلة نبأ الرحيل المفاجئ للأستاذ عبد العزيز النويضي على إثر سكتة قلبية ألمت به وهو يدلي بآخر حوار صحفي له ليلة اليوم العالمي للصحافة مع قناة «The Voice» بصدمة كبيرة وحزن عميق، وبهذه المناسبة الأليمة والفقد الجلل تتقدم جمعية عدالة بكامل أعضائها وعضواتها وكل أجهزتها التنفيذية والتقريرية بأصدق التعازي لأسرة الفقيد ولكل الحركة الحقوقية المغربية، ولزملائه وزميلاته في مهنة المحاماة.
بالتأكيد إننا سنفتقده كانسان خلوق وبشوش، لا تفارق الابتسامة محياه، ولايفارقه الأمل في أحلك المراحل والظروف، سنفتقد حضوره النضالي والحقوقي ونقاشاته القيمة وحواراته الهادفة ومرافعاته الصادحة لفائدة معتقلي الرأي والتعبير ومعتقلي الجهادية السلفية، لكن سنستحضر دوما خبرته، وحواراته الصادقة المؤسسة على توظيف المفاهيم والحجج، وسننهل من العديد من النقاشات العمومية الدستورية والقانونية والحقوقية التي كان عطاؤه محوريا فيها، ومن ثراء كتاباته وغزارة إسهاماته التي أسهمت في إغناء المكتبة الفكرية القانونية والحقوقية بالمغرب، نذكر منها “مذكرات مستشار للوزير الأول عبد الرحمان اليوسفي” و”المحكمة الدستورية ومسألة الدفع بعدم دستورية القوانين”.. وغيرها من عشرات الدراسات والتقارير والمذكرات التي أسست لبناء أطروحة حقوقية مغربية خالصة.
فالراحل الأستاذ عبد العزيز النويضي كان أستاذا جامعيا، ومحاميا فذا، اختاره الوزير الأول الراحل عبد الرحمن اليوسفي كمستشار قانوني في منعطف التاريخ السياسي المغربي المعاصر، ناضل في صفوف المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، وشغل منصب كاتب عام سابق في الجمعية المغربية للدفاع عن استقلال القضاء، وهو عضو مؤسس ورئيس أول لجمعية عدالة لمدة ست سنوات متتالية، وبقي رئيسا شرفيا دائما لها، كما قضى نحبه وهو كاتبا عاما لمنظمة ترانسبرانسي-المغرب.
وتتميز تجربته في جمعية عدالة من خلال إساهمه بشكل كبير في إعداد تقرير حول العدالة بالمغرب، ومذكرة العشر من أجل إصلاح القضاء سنة 2010، التي استبقت حركة 20 فبراير بقليل، وواكبت عملها ومطالبها في كل المراحل، إذ اعتمدت هذه الوثيقة فيما بعد كوثيقة مرجعية قانونية وحقوقية من طرف العديد من الفاعلين الرسميين والمدنيين في مجال الإصلاح الدستوري، وأساسا إصلاح القضاء بالمغرب.
إن فقد الراحل الأستاذ عبد العزيز النويضي بقدر ما هو خسارة للجسم الحقوقي المغربي، وخسارة لجمعيتنا، إلا ان تراثه ورمزيته وذاكرته ستبقى إرثا ومرجعا للأجيال اللاحقة، من خلال إعلاننا عن الشروع في تأسيس مؤسسة عبد العزيز النويضي للعدالة وحقوق الإنسان بمعية كل أصدقائه ومحبيه.
وفي الأخير، لا يسعنا إلا أن نتمنى لروحه الرحمة والمغفرة وجميل الصبر والسلوان لأسرته الصغيرة والكبيرة ولكل أصدقائه وصديقاته وزملائه وزميلاته، وإنا لله وإنا اليه راجعون.
عن المكتب التنفيذي