مراكز تحاقن الدم في المغرب تواجه أزمة نقص حاد
يشهد المغرب في الآونة الأخيرة تحديات كبيرة على مستوى مراكز تحاقن الدم، نتيجة لانخفاض درجات الحرارة وتوالي العطل المدرسية والوطنية، ما أدى إلى تراجع عدد المتبرعين بالدم بشكل ملحوظ. وقد أصبح هذا التراجع مصدر قلق كبير، خاصة أن المخزون الحالي في العديد من المراكز أصبح لا يكفي لتلبية احتياجات المرضى.
تتزايد الضغوط على مراكز تحاقن الدم بسبب انخفاض أعداد المتبرعين في هذه الفترة من السنة. ففي المركز الجهوي لتحاقن الدم بالدار البيضاء، على سبيل المثال، يتراوح المخزون المتاح من الدم بين يومين إلى 3 أيام فقط في الحدود القصوى، في حين أن العدد المطلوب من المتبرعين لدعم المخزون اليومي يصل إلى حوالي 400 متبرع. ولكن الواقع الحالي يشير إلى أن عدد المتبرعين لا يتجاوز 200 شخص يوميًا، وهو ما يهدد بتفاقم الأزمة.
حيث المركز الجهوي لتحاقن الدم بالرباط يعاني هو الآخر من نفس المشكلة. في الوقت الذي يتطلب فيه المخزون الطبيعي ما بين 200 و300 متبرع يوميًا لتلبية احتياجات المرضى، فإن المركز لا يستقبل حاليًا سوى 200 متبرع يوميًا. وهذا الوضع يجعل المخزون الحالي يكفي لمدة 3 أيام فقط في أفضل الأحوال، ما يضع ضغطًا كبيرًا على المرافق الصحية.
في الوقت الذي يحتاج فيه المخزون إلى الدعم المستمر لتلبية طلبات المرضى، لا يزال الوضع الحالي يشكل تحديًا كبيرًا، مع استمرار العطل المدرسية والطقس البارد الذي يمنع الكثيرين من التوجه للتبرع. هذا الانخفاض في عدد المتبرعين يعقد الأمور بشكل أكبر في مراكز تحاقن الدم ويزيد من الحاجة الماسة إلى حملات توعية وتحفيز المواطنين على التبرع بشكل منتظم.