سياسة

الحكومة المغربية تعتمد التكوين المهني لحماية الصناعات التقليدية من الانقراض

تسعى الحكومة المغربية جاهدة للحفاظ على الصناعات التقليدية المغربية من الاندثار، وذلك من خلال التركيز على التكوين المهني وتأهيل الصناع. أكد لحسن السعدي، كاتب الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية، أن هناك جهودًا مستمرة لتثمين التراث اللامادي وحمايته.

تهدف هذه الجهود إلى استغلال الإمكانات التي تتيحها منظومة التكوين المهني، من خلال تأهيل الصناع التقليديين وتحفيزهم، بالإضافة إلى تقوية قدراتهم التقنية والمعرفية. وأشار السعدي إلى أن تنمية الصناعة التقليدية تتم عبر تحسين جودة التكوين وتنويع العرض التكويني.

تشمل الإجراءات المتخذة تنويع عروض التكوين واستهداف الحرف الواعدة في الصناعة التقليدية الإنتاجية والخدماتية. كما يتم إحداث وتوسيع المؤسسات على الصعيد الوطني، وإعداد مرجعيات التكوين مع إحداث شعب جديدة. يتم أيضًا تشجيع الحس المقاولاتي لدى المتدربين من خلال إدراج وحدات التكوين في مجالات خلق التعاونيات والمقاولات الصغرى.

بالإضافة إلى المجال التقني، تشمل التكوينات المعتمدة مجالات أفقية مثل الصحة والسلامة والترويج الإلكتروني والتربية المالية واللغات. وقد تم تحقيق حصيلة إيجابية في تحسين جاذبية التكوين الأولي في حرف الصناعة التقليدية، حيث تم تكوين 48.325 شابًا خلال الفترة الممتدة بين 2022 و2024.

يتم تتبع تنفيذ نمط التكوين بالتدرج المهني، الذي يعد الأكثر ملاءمة لحاجيات سوق الشغل، عبر شراكات مع قطاع التكوين المهني وغرف الصناعة التقليدية ومؤسسة محمد الخامس للتضامن. كما يتم التصديق على مكتسبات التجربة المهنية باستهداف الصناع التقليديين، بالشراكة مع قطاع التكوين المهني وغرف الصناعة التقليدية.

تساهم هذه الجهود أيضًا في تنمية مهارات وقدرات السجناء، وذلك بتكوين ما يناهز 1000 نزيل سنويًا في حرف الصناعة التقليدية الفنية والإنتاجية، بالتنسيق مع المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج ومؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء.

يتم تقوية الشراكة بين القطاعين الخاص والعام، وعلى الخصوص مع غرف الصناعة التقليدية، بهدف إشراك القطاع الخاص في تخطيط وتدبير برامج التكوين، وبالتالي ربط التكوين بمتطلبات سوق الشغل. ويتم التنسيق مع الفاعلين الوطنيين المختصين في عملية الوساطة مع سوق الشغل، كالوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات.

الشراكة المتينة بين الوزارة ومنظمة اليونسكو مكنت من وضع مقاربة تهدف إلى تحديد وتصنيف الصناع التقليديين حاملي المعارف والمهارات المرتبطة بحرف الصناعة التقليدية المهددة بالانقراض كـ’كنوز حرفية مغربية’ وتشجيعهم على نقل معارفهم ومهاراتهم إلى الشباب الناشئ.

تم تنظيم النسخة الأولى من هذا البرنامج في سنة 2023، حيث تم انتقاء 6 صناع بصفتهم كنوزًا حرفية مغربية وتكوين 57 شابًا في حرف صناعة السروج المطرزة، والزليج التطواني، والبلوزة الوجدية، والطرز السلاوي، ونسج الخيام، وصناعة الآلات الموسيقية. وتم إعطاء الانطلاقة الرسمية للنسخة الثانية من هذا البرنامج في شهر دجنبر من سنة 2024.

تم اختيار 16 حرفة ذات حمولة ثقافية محددة بالاندثار لتكون موضوع النسخة الثالثة من هذا البرنامج، وتشمل المكحلة، خفي الفارس (التماك)، الصباغة النباتية، الركاب، هيكل سرج الفرس (العضم)، شكيمة الفرس، تطعيم خشب العرعار، المصنوعات الجلدية للجنوب، زربية بني وراين، الحايك الفيكيكي، البرنوص الفكيكي، تاوكة / تازرزيت، الحصير السلاوي، الزربية الرباطية، زواق المعلم في القفطان المغربي الأصيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى